للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَفِي الحَدِيث عَن أبي ذَر ومعاذ بن جبل رَضِي الله عَنْهُمَا عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: ((اتَّقِ الله حَيْثُمَا كنت وأتبع السَّيئَة الْحَسَنَة تمحها وخالق النَّاس بِخلق حسن)) رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح (١) وَقد كَانَ من دُعَائِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ((اللَّهُمَّ أَحْسَنت خلقي فَأحْسن خُلقي)) أخرجه الإِمَام أَحْمد بِإِسْنَاد صَحِيح عَن عبد الله بن مَسْعُود (٢) وَقد جعل صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أهل الْأَخْلَاق هم خِيَار النَّاس فَفِي الحَدِيث عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((إِن من خياركم أحسنكم أَخْلَاقًا)) مُتَّفق عَلَيْهِ (٣) كل هَذِه الْأُمُور تدل على المكانة الْعَالِيَة الَّتِي جعلهَا الْإِسْلَام للأخلاق.

ثَالِثا: ربط الْإِسْلَام بَين جَمِيع الْعِبَادَات الْمَشْرُوعَة والأخلاق فَالصَّلَاة الْوَاجِبَة جعل الله من مقاصدها النَّهْي عَن الخُلق السَّيئ قَالَ تَعَالَى: {إِن الصَّلَاة تنْهى عَن الْفَحْشَاء وَالْمُنكر} (٤) فالآية تَشْمَل مَا فحش ونكر من القَوْل وَالْفِعْل وَالزَّكَاة الْمَفْرُوضَة إِنَّمَا هِيَ طهرة من أدران الْبُخْل وَالشح وتعويدها على الْإِحْسَان إِلَى الْفُقَرَاء قَالَ تَعَالَى: {خُذ من أَمْوَالهم صَدَقَة تطهرهُمْ وتزكيهم بهَا} (٥)


(١) أخرجه التِّرْمِذِيّ ك: الْبر والصلة ب: معاشرة النِّسَاء (٤/٣٥٥ح١٩٨٧٠) وَقَالَ: حسن صَحِيح لَكِن الحَدِيث فِيهِ كَلَام أَشَارَ إِلَيْهِ ابْن رَجَب فِي شرح الْأَرْبَعين لَكِن ورد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من وُجُوه أخر ذكرهَا ابْن رَجَب فِي (جَامع الْعُلُوم وَالْحكم ص: ١٣٦ الحَدِيث: ١٨) ويتقوى الحَدِيث بهَا.
(٢) الْمسند رقم (٣٨٢٣) وَصَححهُ أَحْمد شَاكر وَقَالَ الهيثمي: رِجَاله رجال الصَّحِيح غير ابْن الرماح وَهُوَ ثِقَة (مجمع الزَّوَائِد: ١٠/١٧٣) .
(٣) البُخَارِيّ بشرح الْفَتْح (١٠/٤٥٦) ك: الْأَدَب ب: حسن الْخلق والسخاء. وَمُسلم
(٤/١٨١٠) ك: الْفَضَائِل ب: كَثْرَة صِيَامه صلى الله عَلَيْهِ وسم.
(٤) سُورَة العنكبوت / آيَة: ٤٥.
(٥) سُورَة التَّوْبَة / آيَة: ١٠٣.

<<  <   >  >>