وكذلك النقل عن صديق أنه قال: أقرب ما يكون القحطاني الذكور في الحديث، أنه محمد بن رشيد في ثبوته عنه نظر، فقد قدمنا في هذا جزم صديق في كتابه بأن خروج القحطاني يكون بعد خروج المهدى واستدلاله على ذلك بما رواه أبو نعيم، فكيف يتفق هذا، وذاك؟! ولا شك في عدم ثبوت هذه المقالة عمن اخذ عن صديق وسمع كلامه ٠
فلذلك: أقول ينبغي أن ينظر فيمن نقل هذا عن صاحبنا، الذي نقل عن: صديق، وعلى تقدير ثبوت هذا فهو قولٌ مجردٌ عن الدليل، ومناقض لما قرره، هو واستدل عليه، كما عرفناك قريبا
(ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً)[النساء:٨٢] والله أعلم
[الخاتمة]
من خلال دراستنا الحديثية لما ورد في خبر القحطاني في أخر الزمان نستنتج عدة أمور
١-ثبوت خبر القحطاني وأنه من أشراط الساعة المأمورين بتصديقها والايمان بها.
٢-أن وقت خروج القحطاني يكون في آخر الزمان قبل قيام الساعة كما دلت على ذلك
مجموع الأحاديث الواردة فيه.
٣- أن الناس ينساقون وينقادون له ويهيمن عليهم بعصاه التي معه.
٤- أن مدة بقاءه غير محددة بزمن صحيح فربما يبقى أياما أو شهرا أو أكثر من ذلك والعبرة بخروجه وغلبته على الناس وليست بمدة بقائه.
٥-أنه لم يثبت لدينا بدليل قاطع وخبر ثابت أنه مسلم أو مؤمن أو كافر فغاية ما صح في خبره انه يخرج في آخر الزمان يسوق الناس بعصاه.
٦- أن حكمه للناس لم يكن باختيار من أهل العقد والحل وإنما يكون على سبيل الغلبة والملك والحكم.
هذا وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.