للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

على اساس معرفة ناقصة، والى أن نملك كل حاسة كسبتها الكائنات الحية، فاننا سنبقى عاجزين عن ادراك الارتباط الحقيقي الذي بين قوانين الطبيعة، وسنظل نبحث في اللانهائية يفهم جزئي.

ان التطور الروحي للإنسان هو الآن في البداية. والقبس الالهي قد بدأ يسيطر في بطء على عقله المادي. واخطاء الانسان، التي تصل به إلى هلاك نفسه بيده، إنما هي مآسي طفولته. وزماننا إذا قيس بالأزلية الماضية والأبدية المستقبلة لا يزيد على دقة الساعة، غير ان الروح التي بنا، هي ملك لهذه وتلك.

ونحن إذا فكرنا في الفضاء الذي لا يفتأ يمتد أمامنا، وفي الزمن الذي لا بداية له ولا نهاية، وفي الطاقة المقيدة والمحبوسة في الذرة، وفي الكون الذي لا حد له بعوامله التي لا تحصى ونجومه التي لا تعد، وفي الاهتزازات التي نسمها بالضوء والحرارة والكهرباء والمغناطيسية، وفي النشاط المستمر للنجوم، وفي الجاذبية وسيطرة القوانين الطبيعية على العالم، إذا فكرنا في ذلك كله، أدركنا أننا لا نعرف في الحق إلا قليل. فالى أي حد يجب ان يتقدم الانسان حتى يدرك تماما وجود الخالق الاعلى، ويحاول ان يرتفع إلى اعلى ما يستطيع بلوغه من الفهم، دون ان يحاول تفسير حكمة الله ومقاصده أو بصف الصفات التي له تعالى؟

<<  <   >  >>