للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

هذه الوجهة، وليس لنا إلا ان نحسدها على ذلك، حتى تبتكر عقولنا راديو فردياً. وعندئذ نكتسب القدرة على (انتقال الفكر) من بعض الوجوه.

والنبات يتحايل على استخدام وكلاء لمواصلة وجوده دون رغبة من جانبهم. كالحشرات التي تحمل اللقح من زهرة إلى اخرى، والرياح، وكل شيء يطير أو يمشي ليوزع بذوره. واخيرا قد أوقع النبات الإنسان ذا السيادة في الفخ، فقد حسن الطبيعة، وجازته بسخاء، غير انه شديد التكاثر حتى اصبح مقيدا بالمحراث. وعليه ان يبذر، ويحصد، ويخزن، وعليه ان يربي ويهجن، وان يشذب، ويطعم. واذا هو اغفل هذه الاعمال، كانت المجاعة نصيبه، وتدهورت المدنية، وعادت الأرض إلى حالتها الفطرية.

والطيور التي تؤخذ صغيرة من أعشاشها، تصنع لنفسها حيت تكبر اعشاشا على نمط نوعها، وللعادات المتوارثة جذور عميقة في ظلمات القدم، فهل هذه الاعمال نتيجة المصادفة أو نتيجة اعداد حكيم؟ ان في هذا الكفاية لاظهار قوة العادة الوراثية التي نسميها بالغريزة. ومن بين جميع الكائنات الحية التي جابت نواحي الارض، لا نجد احدا منها حاز من قوة التعليل مثل ما حازه الانسان.

فهناك بقاء في الحياة بفضل الضبط، وهناك فناء لان الضبط قد تخلى الحد اللازم. ولكن الإنسان وحده هو الذي نمى معرفته بالارقام. ولو ان احدى الحشرات عرفت عدد سيقانها،

<<  <   >  >>