للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لقد عبدت إسرائيل العجل بعد أربعين يوماً من ذهاب موسى لربه. القصة تقرأ في المصحف. سورة طة آيات ٨٣ إلى ٩٨ كان منهج هارون هو الوعظ والبيان

[ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري. قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى]

وسأله أخوه النبي موسى:

(ما منعك إذ رأيتهم ضلوا. ألا تتبعن أفعصيت أمري)؟

ودافع هارون عن منهجه بأنه خشي أن يقول له موسى فرّقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي.

هذا منهج هارون في علاج المشكلة. والكلمة الأخيرة لسيدنا موسى.

منهج الكليم موسى

[وإذ قال موسى لقومه يا قوم أنكلم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم]

والذي أفهمه من تفسير هذه الآية التي ذكرت في مقام النعمة على بني إسرائيل في عصر النبي - صلى الله عليه وسلم - إن قوله تعالى " فتاب عليكم " فيه التفات من حديث موسى إلى كلام الله سبحانه - لمن شهد الوحي من النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - من بني إسرائيل

أي فتاب عليكم عندما عزمتم على قتل أنفسكم ولم يؤخر التوبة حتى يقتل من عبد العجل من آبائهم.

فهارون له منهج وموسى له منهج آخر.

فالأنبياء الذين يوحى إليهم إن اجتمعوا في بلد واحد، وزمن واحد اختلفوا فبقى الاختلاف لتلاميذ الوحي رحمة بالأمة.

قلت وأنا طالب بالثانوية الأزهرية في محاضرة بميامي بالإسكندرية لزملائي طلاب الأزهر: إن الله علم أن أمتنا لا تصلح إلا بالعلم فجعل معجزة نبينا كتاباً وأول آيات الوحي

" اقرأ " وعلم أن بني إسرائيل لا تصلح إلا بالدق على رؤوسهم فجعل معجزة نبيهم عصاً

[وكل شيء عنده بمقدار. عالم] سورة الرعد ٨. واختلف سليمان الابن مع داود النبي في الحكم في قضية (الحرث) في سورة الأنبياء [وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين]

<<  <   >  >>