للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

دخلوا قرية (محاربين) أفسدوها وجعلوا أعزّة أهلها أذلة " بالأسر

وكذلك يفعلون " من كلامها على وجه التأكيد أو من كلامه - سبحانه -

ليؤكد صحة كلامها، وهذا يؤكد رجاحة عقلها، وحسن قيادتها.

امرأة تمتحن الأنبياء ..

علمت أن دعوة سليمان - عليه السلام - دعوة لدين من افتتاح الرسالة بقوله " إنه بسم الله الرحمن الرحيم. ألا تعلوا علىّ وأتوني مسلمين " سورة النمل ٣٠، فرسائل الملوك - يومها - لا تحمل هذا المفتاح المبارك، ولا تدعو للحضور مسلمين.

ولم يقدم سليمان أسمه على اسم الله، كما يتوهم بعضهم من قوله " إنه من سليمان " ولكنه عنوان المرسل. أو هو كلامها، ثم قرأت ما فيها " وإنه بسم الله الرحمن الرحيم .. " فالتقدّم واقع في القراءة وليس في الكتابة.

* ثم دفعها عقلها الكبير إلى محاولة امتحان سليمان هل يريد بدعوته توسيع ملكه أم يريد هداية الناس؟ " وإني مرسلة إليهم بهدية " لامتحان مقصده، " فناظرة بم يرجع المرسلون " فالمرسلون من عندها ليسوا جماعة من الحمالين ولكنهم نخبة من المخابرات يجيدون تفسير ما تقع عليه عيونهم. من جيش، ونظام دولة، وحسن سياسة أمة.

وما زالت الدولة الحديثة تراعي هذه المعاني في البعثات الدبلوماسية التي ترسلها في كل بلاد الدنيا. " وإني ُمرسله إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون " سورة النمل ٣٥. عاد المرسلون وقد اطلعوا على جيش لم تشهد الدنيا مثله

" وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون " سورة النمل ١٧ " يوزعون " دليل على النظام والتماسك.

ولم يذكر هنا الخيل اكتفاء بذكرها في سورة " ص " إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد " سورة ص آية ٣١.

والسبق الحضاري في فنون المعادن لوالده داوود - عليهما السلام - وألنّا له الحديد أن أعمل سابغات " - دروعاً سابغات " وقدّر في السرد. واعملوا صالحاً " سورة سبأ ١١

<<  <   >  >>