للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]

السنة أن الصحابة كانوا يتبركون بعرقه، ويتبركون بشعره، (١) وإذا توضأ اقتتلوا على وضوئه، (٢) إلى آخر ما ورد في ذلك؛ ذلك أن أجساد الأنبياء فيها بركة ذاتية ينتقل أثرها إلى غيرهم، وهذا مخصوص بالأنبياء والرسل، أما غيرهم فلم يرد دليل على أن من أصحاب الأنبياء والرسل مَن بركتهم بركة ذاتية، حتى أفضل هذه الأمة أبو بكر وعمر، فقد جاء بالتواتر القطعي: أن الصحابة والتابعين والمخضرمين لم يكونوا يتبركون بأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، كما كانوا يتبركون بشعر النبي صلى الله عليه وسلم، أو بوضوئه، أو بنخامته، أو بعرقه أو بملابسه، ونحو ذلك، فعلمنا بهذا التواتر القطعي أن بركة أبي بكر وعمر إنما هي بركة عمل، ليست بركة ذات تنتقل كما هي بركة النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا جاء في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن من الشجر لَمَا بركته كبركة المسلم» (٣) فدل هذا: على أن في كل مسلم بركة، وفي البخاري أيضا قول أسيد بن حضير: «ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر» . (٤) فهذه البركة التي أضيفت لكل مسلم وأضيفت لآل أبي بكر، هي: بركة عمل، هذه البركة راجعة إلى الإيمان، وإلى العلم، والدعوة، والعمل.


(١) أخرجه مسلم (١٣٠٥) والبخاري (١٧٠) و (١٧١) .
(٢) أخرجه البخاري (٢٧٣١) و (٢٧٣٢) .
(٣) أخرجه البخاري رقم (٥٤٤٤) .
(٤) أخرجه البخاري (٣٣٤) و (٣٣٦) و (٣٦٧٢) و (٣٧٧٣) و (٤٥٨٣) و (٤٦٠٧) و (٤٦٠٨) و (٥١٦٤) و (٥٢٥٠) و (٥٨٨٢) و (٦٨٤٤) و (٦٨٤٥) وقوله: ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر. إنما هو قول أسيد بن حضير وليس من قول النبي صلى الله عليه وسلم.

<<  <   >  >>