للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]

إلهيته هو: ما ركز في الفطر من أنه - جل وعلا - واحد في ربوبيته، وقد أقر بهذا، وسلم به المشركون، بل كل أحد على الإقرار بهذا، والاعتراف به؛ فهي البرهان على أن المستحق للعبادة هو: من توحد في الربوبية، فهذا الباب، والباب الذي بعده أيضا: برهان لاستحقاق الله العبادة وحده دون ما سواه بدليل فطري، ودليل واقعي، ودليل عقلي.

ومن المعلوم أن الأدلة العقلية عندنا - أهل السنة والجماعة - تؤخذ من الكتاب والسنة؛ لأن في الكتاب والسنة من الأدلة العقلية ما يغني عن تكلف أدلة عقلية أخرى كما هو ظاهر لمن تأمل نصوص الوحيين.

فهذا الباب فيه بيان أن الذي يخلق هو الله وحده، والذي يرزق هو الله وحده، والذي يملك هو الله وحده، وأن غير الله - جل وعلا - ليس له نصيب من الخلق، وليس له نصيب من الرزق، وليس له نصيب من الإحياء، وليس له نصيب من الإماتة، وليس له نصيب من الأمر، وليس له ملك حقيقي في أمر من الأمور حتى أعلى الخلق مقاما، وهو النبي - عليه الصلاة والسلام - قال له الله جل وعلا: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: ١٢٨] [آل عمران: ١٢٨] يعني: لست مالكا لشيء من الأمر، وليس من الأمر شيء تملكه، فـ (اللام) هنا لام الملك. فمن الذي يملك إذا؟ ! الذي يملك هو: الله جل وعلا. فإذا كان النبي - عليه الصلاة والسلام - ينفى عنه ذلك الأمر فإنه منفي عمن هو دونه من باب أولى.

والمتوجهون إلى أصحاب القبور أو إلى الصالحين والأولياء والأنبياء يعتقدون بأن هؤلاء المتوجه إليهم يملكون شيئا من الرزق، أو التوسط أو

<<  <   >  >>