يملكها، وأن من يشفع إنما يشفع بإكرام الله له، وبإذنه - جل وعلا - له فكيف يتعلق المتعلق بهذا المخلوق، بل الواجب أن يتعلق بالذي يملك الشفاعة؛ وإذا كان من المتقرر شرعا أن شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم حاصلة يوم القيامة، فهل يصح طلبها منه؟ الجواب: أن طلبها إنما هو من الله - تعالى - فتقول في ذلك: اللهم شفع فينا نبيك؛ لأنه - تعالى - هو الذي يفتح، ويلهم النبي - عليه الصلاة والسلام - أن يشفع في فلان وفي فلان، فيمن سألوا الله أن يشفع لهم النبي عليه الصلاة والسلام؛ ولهذا أعقبها الشيخ - رحمه الله - بآية سبأ فقال: وقوله: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ}[سبأ: ٢٢][سبأ: ٢٢] ، فهذه الآية اشتملت على أربع حالات:
الحالة الأولى: أن يدعوا الذين زعموهم من دون الله، وأن ينظروا هل يملكون مثقال ذرة في السماوات أو في الأرض؟ ! والجواب: كما قال جل وعلا: {لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ}[سبأ: ٢٢] فانتفى عنهم الملك الاستقلالي، وهذه هي الحالة الأولى.
والثانية: في قوله: {وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ}[سبأ: ٢٢] إذ نفى - هنا - أيضا: أن يكونوا شركاء لله في الملك، وفي تدبير السماوات والأرض، أو في ملك شيء منهما، فنفى أولا أن يملكوا استقلالا، ونفى ثانيا أن يملكوا شركة، ثم قال - عز وجل - بعدها:{وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ}[سبأ: ٢٢] والظهير: هو المعاون