للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]

فالمخصوصون بنيل الشفاعة هم: أصحاب الإخلاص من أهل التوحيد، فتبين أن تلك الشفاعة منتفية عن أهل الشرك.

ثم قال أبو العباس ابن تيمية: " فتلك الشفاعة لأهل الإخلاص بإذن الله ولا تكون لمن أشرك بالله ": ومعنى هذا: أن من توجه إلى الموتى، أيا كانوا: رسلا، أم أنبياء، أو صالحين أو كالصالحين لطلب الشفاعة منهم فإنه مشرك؛ لأنه توجه بالدعاء لغير الله، وأولئك لا يملكون الشفاعة، وإنما يشفعون بعد الإذن والرضا، والرضا يكون عن أهل التوحيد، وأهل التوحيد هم الذين لا يسألون الشفاعة أحدا من الموتى.

فكل من سأل ميتا الشفاعة: فقد حرم نفسه الشفاعة؛ لأنه أشرك بالله - جل وعلا - والشفاعة المثبتة، إنما هي لأهل الإخلاص، ليس لأهل الشرك فيها نصيب.

" وحقيقته ": يعني حقيقة الشفاعة.

ثم قال ابن تيمية - رحمه الله - موضحا حقيقة الشفاعة: " وحقيقته: أن الله سبحانه هو الذي يتفضل على أهل الإخلاص، فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع ليكرمه، وينال المقام المحمود "، فهذا الكلام في مقام بيان حقيقة الشفاعة، فإننا قد ذكرنا أن الله نفى أن يملك أحد الشفاعة، وأنها خاصة به - عز وجل - كما قال سبحانه: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا} [الزمر: ٤٤] [الزمر: ٤٤] ، واللام في قوله: {لِلَّهِ} [الزمر: ٤٤] لام الملك، يعني: الذي يملك الشفاعة هو الله جل وعلا، وقال {لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ} [الأنعام: ٥١] [الأنعام: ٥١]

<<  <   >  >>