وربما قالوا: الربع الفلاني، المسؤول عنه: القطب الفلاني، والربع الفلاني، المسؤول عنه: القطب الفلاني، وهكذا. فجعل هؤلاء المتصوفة لأقطابهم المزعومين نصيبا من الملك والربوبية، وجعلوا لهم - أيضا - نصيبا من الإلهية؛ فتقربوا إليهم بأنواع القربات: من الذبح، والاستغاثة، والتذلل، والخضوع، والمحبة، والتوكل، والرغب، والرهب، وخوف السر، وغيرها من أنواع العبادات القلبية والعملية.
قوله:" وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قول الله تعالى:{وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا - وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا}[نوح: ٢٣ - ٢٤][نوح ٢٣ - ٢٤] .
قال: هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم. . . . ": هذه القصة، أو هذا الأثر عن ابن عباس - رضي الله عنهما - محمول على الرفع؛ لأن هذا خبر غيبي لا يستقى إلا من مشكاة النبوة. و (ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسرا) هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح.
ونوح - عليه السلام - هو أول رسول بعثه الله بعبادة الله وحده دون من سواه، وبالدعوة إلى التوحيد، لما وقع في قومه. لكن كيف دخل الشرك في قوم نوح؟ الجواب: أن القرآن ذكر أصلين في الحالين، من أصول الشرك وذكر غيرهما أيضا: الأصل الأول: شرك قوم نوح، والأصل الثاني: شرك قوم إبراهيم.