للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]

فأمسكوا، وإذا ذكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا» (١) والمراد هنا بذكر النجوم، يعني: في غير ما جاء به الدليل، إذا ذكر القدر في غير ما جاءت به الأدلة فأمسكوا، وإذا ذكر أصحابي في غير ما جاء به من فضلهم وحسن صحبتهم وسابقتهم ونحو ذلك من الدليل فأمسكوا، وكذلك إذا ذكرت النجوم وما فيها بغير ما جاء فيه الدليل فأمسكوا؛ لأن ذلك ذريعة لأمور محرمة.

قوله: " وكره قتادة تعلم منازل القمر، ولم يرخص ابن عيينة فيه، ذكره حرب عنهما. ورخص في تعلم المنازل أحمد وإسحاق "

جعل الله -عز وجل- القمر منازل كما قال: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} [يس: ٣٩] [يس: ٣٩] فله ثمانية وعشرون منزلا ينزل في كل يوم منزلة منها، فما حكم تعلم هذه المنازل؟ فيها قولان لأهل العلم: فقد كرهه بعضهم، ورخص فيه طائفة وهو الصحيح؛ لأنه -جل وعلا- امتن على عباده بذلك فقال {وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ} [يونس: ٥] [يونس: ٥] وظاهر الآية أن حصول المنة به في تعلمه، وذلك دليل الجواز.

" وعن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، وقاطع الرحم، ومصدق بالسحر» (٢) ووجه الاستدلال من هذا الحديث قوله: «ومصدق بالسحر» ، وقد تقدم أن من


(١) أخرجه الطبراني في الكبير (١٤٢٧- ١٠٤٤٨) .
(٢) أخرجه أحمد ٤ / ٣٩٩ وابن حبان ٧ / ٣٦٦.

<<  <   >  >>