للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]

تلك الإطلاقات: أن يكون معنى الأمة الإمام المقتدَى به في الخير، وسُمِّي أمة؛ لأنه يقوم مقام أمة في الاقتداء؛ ولأن من سار على سيره يكون غير مستوحش ولا متردد؛ لأنه ليس مع واحد فقط، وإنما هو مع أمة.

الوصف الثاني الذي فيه تحقيق التوحيد: أنه قال: {قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا} [النحل: ١٢٠] وهاتان الصفتان: - القانت، والحنيف - متلازمتان لأن القنوت لله معناه: دوام الطاعة لله - جل وعلا - وملازمتها فهو ملازم لطاعة الله - جل وعلا -. ولأن " الحنيف " - كما يقول العلماء -: هو ذو الحنف وهو الميل عن طريق المشركين، فالحنيف هو المائل عن طريق المشركين المائل عن هدي وسبيل المشركين فصارت عنده ديمومة وقنوت وملازمة للطاعة وبُعْد عن سبيل المشركين، ومعلوم أن سبيل المشركين الذي صار إبراهيم عليه السلام حنيفا، أي مائلا بعيدا عنه: معلوم أنه يشتمل على الشرك، والبدعة، والمعصية فهذه الثلاث هي أخلاق المشركين: الشرك، والبدعة، والمعصية من غير إنابة ولا استغفار.

قال {وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: ١٢٠]

وقوله: {وَلَمْ يَكُ} [النحل: ١٢٠] كانت في الأصل: يكن، ويجوز في حالة الجزم - بشروط - حذف نون (يكن) ؛ كما في الآية السابقة. وكما في قوله تعالى في سورة النحل: {وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ} [النحل: ١٢٧] [النحل: ١٢٧] ويجوز إثباتها كما في قوله تعالى: {وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ} [النمل: ٧٠] في سورة النمل [النمل: ٧٠] .

<<  <   >  >>