توحيد الأسماء والصفات إجمالا، واعتنى ببيان الأكبر والأصغر وصورهما، والذرائع المؤدية إليهما، وبيَّن ما يُحْمى به التوحيد، والوسائل إلى ذلك، وبين أيضا شيئا من أفراد توحيد الربوبية. فـ "كتاب التوحيد" كتاب عظيم النفع جدا، جدير بأن يعنى به عناية حفظ، ودرس، وتأمل؛ فالعبد محتاج إليه للعمل به، ولتبليغ ما فيه من العلم لمن وراءه من الناس، سواءً أكانوا في المسجد، أم في البيت، أم في مقر عمله، أم في أي جهة أخرى. والمقصود: أن مَن فهم هذا الكتاب فقد فهم أكثر مسائل توحيد العبادة، بل يكون قد فهم جل مسائله وأغلبها.
وقد كنت نظرت في الكيفية التي ينبغي أن يشرح بها هذا الكتاب، وطريقة ذلك؛ لأن الكتاب - كما يُعلم - طويل لا يمكن استيعاب شرحه شرحا متوسطا أو مبسوطا في نحو ثمانية عشر مجلسا، فتأملت منهج العلماء الذين شرحوه، فوجدت شروحهم: ما بين بسيط، ووجيز، ووسيط، فرأيت أن يقتصر الشرح على ذكر الفوائد التي يكثر التباسها على طلبة العلم، مع بيان مناسبة الآي والأحاديث للترجمة، وإبراز وجه الاستدلال من الآية أو من الحديث على المقصود، وذكر شيء من تقرير الحجاج مع الخصوم في هذه المسائل، ربما لا يطالعه كثير من طلبة العلم في الشروح. وهذه الطريقة التي سنسلكها: طريقة مختصرة، سوف نأتي بها- إن شاء الله-على الكتاب كله، مع عدم الإخلال بإفهامه، وعدم الإقلال من معانيه، ونسأل الله تعالى المدد، والإعانة، والتوفيق.