وهل يكب الناس في النار على مناخرهم أو قال على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم» (١) . فالله الله في اللسان فإنه أعظم الجوارح خطرا، ومما يتساهل فيه أكثر الناس، فاحذر الخوض فيما لا يعنيك، وبخاصة فيما يتعلق بالدين، أو بالعلم، أو بأولياء الله، أو بالعلماء، أو بصحابة النبي عليه الصلاة والسلام، أو بالتابعين، فإن هذا مورده خطير والله المستعان، فقد عظمت الفتنة، والناجي من سلمه الله جل وعلا.
هذا الباب كالأبواب التي قبله في بيان وجوب تعظيم الله- جل وعلا- في الألفاظ وأن النعم يجب أن تنسب إليه، وأن يشكر عليها فتعزى إليه، ويقول العبد: هذا أنعم الله علي به، والكذب في هذه المسائل، أو أن يتكلم المرء بكلام ليس موافقا للحقيقة، أو هو مخالف لما يعلمه من أن الله- جل وعلا-
(١) أخرجه أحمد في المسند ٥ / ٢٣١-٢٣٦-٢٣٧ والترمذي (٢٦٤٩) .