أحدكم: عبدي وأمتي، وليقل: فتاي وفتاتي وغلامي» : هذا النهي في هذا الحديث اختلف فيه أهل العلم على قولين:
الأول: أنه للتحريم، لأن النهي الأصل فيه للتحريم إلا إذا صرفه عن ذلك الأصل صارف.
وقال آخرون: النهي هنا للكراهة، وذلك لأنه من جهة الأدب، ولأنه جاء في القرآن قول يوسف عليه السلام:{اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ}[يوسف: ٤٢][يوسف: ٤٢] ولأن الربويية هنا المقصود بها ما يناسب البشر، فرب الدار، ورب العبد هو الذي يملك أمره في هذه الدنيا؛ فلهذا قالوا: النهي للكراهة وليس للتحريم، مع ما جاء في بعض الأحاديث من تجويز إطلاق بعض تلك الألفاظ.
قوله:«وليقل: سيدي ومولاي» السيادة مع كون الله- جل وعلا- هو السيد، لكن السيادة بالإضافة لا بأس بها؛ لأن للبشر سيادة تناسبه.
«ومولاي» : المولى يأتي على معان كثيرة، ومخاطبة البشر بقول:" مولاي " أجازه طائفة من أهل العلم، بناء على هذا الحديث، وقد جاء في صحيح مسلم النهي عن أن يقول: مولاي، فقال:«لا تقولوا مولاي إنما مولاكم الله» أو نحو ذلك، وهذا الحديث أعله بعض أهل العلم بأنه نقل بالمعني، فهو شاذ من جهة اللفظ، ومعارض لهذا الحديث الذي هو نص في إجازة ذلك، فالصحيح جواز إطلاق لفظ " مولاي " و " سيدي "، ونحو