للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]

فالواجب - تحقيقا للتوحيد - أن يظن العبد بالله - جل وعلا - ظن الحق. وأما ظن السوء فهو ظن الجاهلية، الذي هو مناف لأصل التوحيد في بعض أحواله، أو مناف لكمال التوحيد، فترجم المؤلف - رحمه الله - بهذا الباب ليبين أن ظن السوء بالله - جل وعلا - من خصال أهل الجاهلية، وهو مناف لأصل التوحيد، أو مناف لكماله بحسب الحال.

" باب قول الله تعالى: {يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ} [آل عمران: ١٥٤] [آل عمران: ١٥٤] . الظن يطلق ويراد به الاعتقاد، وقد يراد به ما يسبق إلى الوهم، يعني: ما يسبق إلى الذهن، فهم يعتقدون، أو يسبق إلى أذهانهم - بما معهم من الشرك - أن الله - جل وعلا - ليست أفعاله أفعال حق، والله سبحانه هو الحق، وأفعاله كلها أفعال الحق، وذلك الظن هو ظن الجاهلية، فكل من ظن بالله غير الحق، فقد ظنَّ ظنَّ الجاهلية، بمعنى أنه ظن بالله - جل وعلا - غير الكمال، فهذا هو ظن الجاهلية. وأما ظن أهل التوحيد والإسلام فإنهم يظنون، يعني: يعتقدون ويعلمون ويسبق إلى أذهانهم في أي فعل يحصل لهم أن الله - جل وعلا - موصوف بالكمال وبالحكمة البالغة، فسر ذلك - جل وعلا - بقوله: {يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ} [آل عمران: ١٥٤] وهذا فيه إنكار للحكمة، أو إنكار للقدر، {قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ} [آل عمران: ١٥٤] وهذا في الرد على هؤلاء المنافقين أو المشركين.

<<  <   >  >>