أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة» ، فقوله:«قدر مقادير الخلق» يعني: كتبها.
والدرجة الثانية: ما يقارن وقوع المقدر، فهذا له مرتبتان: الأولى منهما: هي مرتبة عموم المشيئة، فإن الله - جل وعلا - ما شاءه كان، وما لم يشأ لم يكن، والعبد لا يشاء شيئا إلا إذا كان الله - جل وعلا - قد شاءه، كما قال تعالى:{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}[الإنسان: ٣٠][الإنسان: ٣٠] ، وقال:{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}[التكوير: ٢٩][التكوير: ٢٩] ، فمشيئة العبد تابعة لمشيئة الله - جل وعلا - والمرتبة الثانية: وهي الإيمان بأن الله - جل وعلا - خالق لكل شيء، للأعيان، وللصفات التي تقوم بالأعيان، أما الأعيان والذوات فإن الله - جل وعلا - خالقها باتفاق أهل الإسلام، يعني: الله - جل وعلا - هو الخالق للإنسان، وللحيوان، وللسماء وللأرض. وكذلك الإيمان بأن الصفات التي تقوم بتلك الأعيان الله - جل وعلا - هو الخالق لها، ومن ذلك أفعال العباد، ففعل العبد داخل في عموم خلقه - جل وعلا - قال تعالى:{اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}[الزمر: ٦٢][الزمر: ٦٢] ، وكلمة (شيء) تعرف بأنها ما يصح أن يعلم، فكل ما يصح أن يعلم يقال عنه شيء؟ فلهذا يدخل في عموم قوله:{اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}[الزمر: ٦٢] العباد، وأفعال العباد، فهذه أربع مراتب. وإنكار القدر الذي بوب عليه الشيخ - رحمه الله - يصدق على إنكار أي مرتبة من هذه المراتب، ولا يقال عن