للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]

سؤال: رجل في منطقة ما يأتي إليه الناس عند فقد أموالهم، فيعطيهم خيطا معقدا ويقرأ عليه، ويطلب منهم أن يضعوه في المكان الذي فقد فيه المال، فما حكم ذلك العمل؟ وما حكم هذا الرجل؟ وما حكم الصلاة خلفه؟

الجواب: هذا من الكهانة؛ لأن الذي يعمل هذه الأشياء يسمى بالعراف، أو الكاهن، وقد يكون ساحرا أيضا، فلا يجوز مثل هذا العمل، ولا يحل لأحد أن يعين أحدا يدعي معرفة شيء من علم الغيب، والصلاة خلفه لا تجوز؛ لأن هذا إما أن يكون عرافا أو كاهنا أو ساحرا، وهؤلاء لا تجوز الصلاة خلفهم.

سؤال: ما معنى قولهم: الشرك الأصغر أكبر من الكبائر، وكيف يكون كذلك والشرك الأكبر يعتبر من الكبائر؛ إذ هو أكبر الكبائر، فنرجو إزالة الإشكال؟

الجواب: هذا سبق إيضاحه، وهو أن الكبائر قسمان: قسم منها يرجع إلى جهة الاعتقاد والعمل الذي يصحبه اعتقاد، وقسم منها يرجع إلى جهة العمل الذي لا يصحبه اعتقاد.

مثال الأول - وهو الذي يصحبه الاعتقاد: أنواع الشرك بالله كالاستغاثة بغير الله، والذبح لغيره، والنذر لغيره، ونحو ذلك، فهذه أعمال ظاهرة، ولكن هي كبائر يصحبها اعتقاد جعلها شركا أكبر، فهي في ظاهرها: صرف عبادة لغير الله - جل وعلا - وقام بقلب صاحبها الشرك بالله، بتعظيم هذا المخلوق، وجعله يستحق هذا النوع من العبادة، إما على جهة الاستقلال، أو لأجل أن يتوسط.

<<  <   >  >>