للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كملت الرحلة المباركة التي هذه آخر نسخة منها بخطي وهي التي اعتمدتها وعولت عيها بفضل الله تعالى وحسن عونه الموالي، والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، وحسبنا الله سبحانه مفوضا إليه وكفى، وبخط مؤلفها ومنشئها عبيد الله الفقير الخائف المشفق الراجي المستغفر خالد بن عيسى بن احمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن أبي خالد البلوي تاب الله تعالى عليه ورده ردا جميلا إليه برحمته وفضله، وأكملها في اليوم الآخر من الشهر المبارك السعيد شهر ربيع الأول من عام سبعة وستين وسبعمائة، وذلك برشانة من وادي المنصورة حرسها الله مدة ولايتي للقضاء بها حسن الله فيه العاقبة وأجمل الإنابة إليه سبحانه وتعالى، وختم بخير وسعادة أبدية برحمته وكرمه وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وعلى جميع النبيين والمرسلين والملائكة والمقربين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين انتهى ما ألفيته بخط جدي رحمه الله تعالى وصلى على سيدنا محمد وآله، وبعد هذا بخطه رحمه الله تعالى ما نصه قال خالد بن أبي خالد: وخط بيده لطف الله تعالى به بفضله ورحمته لله سبحانه وتعالى وصلاته وسلامه الأكملان على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه هؤلاء العلماء الفضلاء الذين أثبت أسماءهم هنا بعد هذا القسم الثاني من الذين مدحوا هذا الكتاب المفروغ منه قبل هذه الكراسة وكتبوا ما نظموه ونثروه من ذلك بخطوطهم في المبيضة الأولى من هذه الرحلة المذكورة وهم الذين أشرت إليهم ونبهت عليهم في الوراق الأوائل من ظاهر هذا الكتاب قبل ترجمتها فأولهم الشيخ الفقيه القاضي العالم المحدث القدوة أبو القاسم بن سلمون بن علي بن سلمون الكناني أبقى الله بركته كتب بخطه من نظمه على أول مبيضة منه بعدما طالعه واستوفاه نظراً واستحسنه غاية الاستحسان أدباً ونثراً ما نصه: وقرأته عليه وسمعته من لفظه وذلك لفظه بالمرية المحروسة مدة قضائه بها في وسط شهر ربيع الأول المبارك من عام ستة وخمسين وسبعمائة:

يا روضة من جنان الخلد يانعة ... أتى بها خالد تندى أزاهرها

تحوي غرائب من شعر ومن أدب ... ومن علوم بانت سرائرها

فيا لها رحلة أو حلية بهرت ... لأهل فضل بهم جلت مفاخرها

صيغت قلائد من بحر البيان لهم ... فيا لها حلية فاقت جوارها

وحق للشرق أن يزهى بطلعتها ... إذ هي شمس أنار الأفق باهرها

وللمعارف أن تسمو بمطلعها ... أبى البقا خالد إذ هو ماهرها

الشيخ الفقيه القاضي العدل الرضي المتفنن الفاضل أبو عبد لله محمد بن سعد المعروف بابن النجار، كتب بخطه من نظمه على المبيضة الأولى من هذه الرحلة المذكورة بعد أن طالعها واستوفى، واستحسن وأثنى ما نصه: وقد سمعته منه وقرأته عليه، وذلك بالمرية في عقب شهر ربيع الأول المبارك من عام ستة وخمسين وسبعمائة:

خلدت يا خالد فوق السماك ... بهذه الرحلة قدرا علاك

نزهت منها في رياض ندا ... أيادي كبرى اقتضاها نداك

سميتها اجا تحلت به ... مفارق الأعلام درا ثناك

الست صدرا في القضاة العدول ... اقتبست أنوارها من سناك

فأنت ما حليتهم إنما ... قسمت بالعدل عليهم حلاك

أريتنا مفترقا فيهم ... ما فيك بالإجماع مجموع ذاك

فبارك الله تعالى اسمه فيما به ... من ذي المعالي حباك

ودمت لا تمد للثم في ... أندية التعظيم الأيداك

الفقيه الأجل الكاتب البارع الناظم الناثر ذو الخط الفاتن الساحر والأدب البارع الباهر والشمائل الزكية المفاخر العذبة الأوائل والأواخر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سلمة الغرناطي وقف على المبيضة الأولى بمنزلي من وطني قتورية مهنئا لي به بعد قدومي من الوجهة المشرقية المشروحة في هذه الرحلة المذكورة فكتب عليها بخطه الرائق المعجب البديع ما نظمه على البديهية بحضري وسمعته منه وقرأته عليه ونصه:

أيها الحبر الذي ... فاق علما وأدب

وسجاياك التي ... دونها ضوء الشهب

أن ما تكتبه ... لغريب المكتتب

تلقح الأذهان عنها ... نهى لا تستلب

إنها من درر ... وسواها من خشب

حق أن تكتبها ... أو نوفي ما يجب

بسواد العين ل ... يس بصفرة الذهب

<<  <   >  >>