للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأخيراً فإن ارتفاع الملحوظ في حصة النقل من الجنوب الشرقي، وهو الاتجاه المؤدي إلى العاصمة الغزنوية يعود إلى مجيء السلالة الحاكمة الجديدة. إن مدينة هيرات التي تعتبر أهم مدينة بين نيسابور وغزنة ظهرت كمصدر رئيسي للنقل إلى نيسابور حيث حيظت ١٨% من مجموع الكلي للنقل.

إلا أن السؤال الذي يرد إلى الذهن هو: لماذا تؤد مثل هذه السلالة الجديدة القوية إلى زيادة في حجم النقل الكلي الذي افتراض هنا أنه يعكس المستوى العام للتجارة والرفاه؟ والجواب على هذا هو البعد؛ فقد كانت غزنة مقر الدولة تفصلها عن نيسابور مسافة ٨٥٠ميل من الأراضي الصحراوية، بينما تقع على مسافة ٤٧٠ميل فقط في الجهة المقابلة مدينة لاهور وثروات الهند التي لا تقهر هكذا فليس من المدهش أن نرى محمود يختار الاتجاه نحو الشرق ويقوم بالحملة تلو الحملة داخل الهند. وتحت هذه الظروف أصبحت نيسابور مجرد نقطة على حدود الغربية البعيدة جداً عن القوافل التجارة والقوافل الغنائم من الهند إلى غزنة.

ونجد في هذه العزلة بعد فترة قصيرة من الزمن تفسيراً لاستسلام نيسابور للأتراك السلاجقة بكل سهولة.

<<  <   >  >>