كيف يلجأ المشركون الأولون إلى ربهم عند الشدائد وينسون آلهتهم؟
فهم لهذا يلجأون إلى الله وحده فيخلصون له الدين، ويدعونه ويتضرعون إليه ويطلبون منه العون والمدد دون سواه وينسون الأولياء الذين اتخذوهم آلهة من دونه في الرخاء لإيمانهم إيماناً جازما أنه سبحانه وتعالى الوحيد الذي يقدر على إنقاذهم من الغرق، فهؤلاء المشركون (بشهادة القرآن) يظلون مخلصين لله الدين ماداموا في منطقة الخطر، ولكنهم إذا اجتازوا هذه المنطقة ونجوا إلى البر عاوللهم العادة التي وجدوا عليها آباءهم، فيشركون مع الله غيره في الدعاء والذبح والنذر، وهذا هو الذي أنبهم الله عليه وسماهم بسببه مشركين في قوله تعالى:{فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} ١.
هذا هو حال المشركين الأولين في إخلاصهم الدين لله وتوجههم إليه وحده بالدعاء عندما يحزبهم أمر أو يحدق بهم خطر.
كيف ينسى مشركو اليوم ربهم عند الشدائد ويلجأون لأوليائهم؟
أما مشركو هذا الزمن من القبوريين فهم على النقيض من المشركين الأولين، فلا يدعون الله ولا يضرعون إليه إلا في الرخاء.
أما إذا اشتد بهم كرب أو ضاق بهم مسلك أو تعذر عليهم مطلب، فإنهم ينسون الله سبحانه وتعالى ويذكرون أولياءهم فيجعلون منهم آلهة، فيتقربون إليهم (في ضراعة وخشوع) بالدعاء والذبح والنذر والخوف والرجاء.