القرآن حكمه في حقهم منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنا، وتوصلنا (بعد البحث الدقيق والمقارنة الصحيحة) إلى أن ما يفعله القبوريون اليوم مع أوليائهم من دعاء واستغاثة وذبح ونذر وخوف ورجاء، هو عبادة لغير الله سبحانه وتعالى. لأنه (بالضبط) نفس الفعل الذي كان يفعله المشركون الأولون مع أوليائهم ومدعويهم من دون الله، وهو الذي اعتبره الله منهم عبادة لغيره. ولكنك مع هذا تصر على التمييز بين الفريقين في الحكم، مع أن الجميع (باشتراكهم في القصد والعمل) يجتمعون على عبادة غير الله. ومادام أن هذا لا يزال هو رأيك فإن لي سؤالا أرجو منك الإجابة عليه بالتفصيل، وهو:
هل لك أن تشرح لي حقيقة العبادة التي عبد المشركون بها غير الله فسماهم بها مشركين وحكم عليهم بالكفر من أجلها؟
الدعاء والذبح والنذر لغير الله هو الشرك الأكبر:
إنني أريد منك الإجابة على هذا السؤال، لكي نستطيع إدراك ما إذا كان هناك فرق بين الفريقين، به ندرك صحة نظريتك التي تعتبر عمل أولئك المشركين الأولين عبادة لغير الله وتنفي عن القبوريين صفة هذه العبادة؟ وهنا بدت عليه الحيرة والارتباك، فقد تلقى هذا السؤال وكأنه سوط ألهب ظهره فقد أوقعه هذا السؤال بين شقي الرحى، ولكنه لم يستسلم إلا أنه من فرط حيرته اعترف بحقيقة كان (طيلة المناقشة) يحاول التهرب من الاعتراف بها.