أليس القبوريون اليوم يتوجهون إلى أوليائهم من الميتين بالدعاء والذبح والنذر والطواف والتضرع والخشوع، لكي يرضوا عنهم فيشفعوا لهم عند الله ويتوسطوا لهم لديه؟؟
فقال: بل وهذا هو واقع حالهم الذي لا يمكن إنكاره البتة.
فقلت له: إذن لقد اتفقنا على أن الفريقين متساويان في هذه الناحية، القبوريون يتوجهون إلى أوليائهم بالدعاء والتضرع والذبح والنذر والطواف، وكذلك يفعل المشركون مع معبوديهم من دون الله ومعنى هذا أن كلا من الفريقين يتوجه بالعبادة إلى غير الله، وهذا هو عين الشرك الذي حرمه الله.
فهل يبقى بعد هذا لديك مانع من الاعتراف بأن القبوريين بعملهم هذا قد أشركوا بالله، لتساويهم واتحادهم في القصد والعمل مع المشركين الأولين؟؟
هل هناك فرق بين دعاء الأصنام والأوثان وبين دعاء الأولياء والصا لحين؟
فقال: نعم ... المانع لدي من الاعتراف بهذا، هو أن أولئك المشركين يدعون أصناما وأوثانا هي من صنع أيديهم، ليس لها جاه أو منزلة عند الله وهؤلاء القبوريون - كما تسمونهم - يدعون أولياء ويستغيثون بصالحين لهم جاههم ومنزلتهم عند الله، كما قال تعالى:{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُون} ١.