للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والمرؤوسين، وسيّر الرسل والدعاة من دنا ومن بعد عن جزيرة العرب من أصحاب السلطان، وسمع الناس منه ومن دعاته كلاما جديدا، مقروءا ومسموعا، لانت له عقول قوم فدانوا وآمنوا واتبعوا، واستغلقت عقول قوم فرفضوه، بل نصبوا له الحرب، ووقفوا دونه يصدون عنه الناس، ويسفهون الداعي وما يدعو إليه من الحق، وتألبوا على الرجل، وحاولوا غيلته ليذهبوا برحيه، وذهب إلى أصحاب السلطان يقنعهم بما هو عليه من الحق، ليدخلوا في دعوته، ويمنيهم بالفوز بخيري الدنيا والآخرة إذا هم آزروه وناصروه، وقد ائتسى في هذا الشأن أيضا بالرسول العظيم، عليه أفضل الصلوات والتسليم، فوفّق.

وأخذ البيعة من بعضهم ليضمن قيام "الولاية" كما كان يقول أو الدولة كما يقولون اليوم، ليحفظ بذلك مكاسب النصر الروحي الذي استطاع أن يحققه في كثير من أرض الجزيرة. ولكن من بايعه على ذلك نقض البيعة، لأن سلطانا أقوى منه فرض عليه أن يتخلى عما التزمه من هذه البيعة ومن نصر الداعي..وهنا كان الاختيار الصعب، وكان الموقف الحاسم الذي يقرر مصير الدعوة، وكان ذلك كله يتوقف على القوة النفسية التي حدت بهذا الداعي الكبير على أن ينهض بهذا الأمر الكبير، وإذا هي عنده أثبت ثباتا من الجبال، وعند الشدائد

<<  <   >  >>