والجواهر تذكر أسماء مجردة، ولا توصف؛ لأن معانيها هي أوصافها.
ويقال "الشمس" و"القمر" ولا يحليان، لأن حليتهما في كمالهما وتمامهما.
ما كلام الأنام في الشمس، إلا ... أنها الشمس ليس فيها كلام!
وقديما أنكرت طباع العرب أن يعرف المشهور في الأَملاء، فقال قائلهم:
"قد عرفناه وهل يخفى القمر"؟
وإن من الأسماء نكرات، مغرقة في التنكير، حليت بالألقاب، ورصّت لها ألفاظ التفخيم والتعظيم رصا سطورا بعد سطور، لتُعَرَّف فتُعرف فما زادتها إلا تنكيرا وضمورا وخفاء، ومات أصحابها وما ذكروا.
وقد يموت أناس لا تحسّهم ... كأنهم من هوان الخطب ما وجدوا
لقد نزعت الأصالة العربية إلى التجريد، وتعلقت بالجواهر والمعاني، فسمّت عظماءها أيام العزة بأسمائهم المجردة، ولم تغرقهم بالألقاب.