للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فالإنسان بارتكابه البدعة يصرف طائفةً من وقته في فعلها، فيضيِّع السنّة التي كانت صاحبة ذلك الوقت.

ومثَّلتُه بإناءٍ ملآنَ بالجواهر النفيسة، بحيث لا يمكن الزيادة فيه، فإذا جاء إنسان ليدسّ فيه حصى من زجاج أو نحوه، فإنّه يمكنه دسُّها، ولكنّه يخرج من الجواهر التي في الإناء بقدر المدسوس أو أكثر (١).

* * * *

[السرّ في خلود الكفّار في النار]

الحمد لله.

ظهر لي ــ والحمد لله ــ أنَّ من مات كافرًا فإنّه يستمر كافرًا أبدًا، بمعنى أنّه يبقى حتى في البرزخ والقيامة والنار جاحدًا لبعض الأشياء الذي يُعدّ جَحْدها كفرًا، ومصمِّمًا على الخلاف والمعصية لو وجد إليها سبيلاً، ولا يتوب أبدًا، وإن قال بلسانه فهو معتقد بقلبه خلاف ذلك.

فلذلك ــ والله أعلم ــ يخلَّد في النار، وارتفع الإشكال، والحمد لله.

ويظهر لك هذا مما حكاه الله عز وجل عن أهل النار من دعائهم، ولاسيّما إذا قرنته بما حكاه عن أهل الجنة.

وقوله عز وجل: {وَلَوْ رُدُّوا (٢) لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ} [الأنعام: ٢٨] ليس ذلك


(١) مجموع [٤٧١٩].
(٢) سقطت «ردوا» من الأصل سهوًا.

<<  <   >  >>