للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولي صارمٌ فيه المنايا كوامنٌ ... فما يُنتضى إلاّ لسفك دماءِ

ترى فوق متنيه الفرندَ كأنَّه ... بقيَّةُ غيمٍ رقَّ دون سماءِ

وقال "مقصورة":

وكأسٍ سبقتُ إلى شربها ... عذولي كذوبِ عقيقٍ جرى

يسيرُ بها غصنٌ ناعمٌ ... من البانِ مغرسهُ في نقا

إذا شئتُ كلَّمني بالجفو ... نِ من مقلةٍ كُحِّلتْ بالهوى

له شعرٌ مثلُ نسج الدُّروعِ ... وطرفٌ سقيمٌ إذا ما رنا

ويضحك عن أقحوان الرِّيا ... ضِ يغسلهُ بالعشيِّ النَّدى

ومصباحنا قمرٌ مشرقٌ ... كترسِ اللُّجين يشقُّ الدُّجى

وقال أيضاً:

وفتيةٍ كسيوفِ الهند قلت لهم: ... سيروا فما فثؤوا رأيي ولا خرقوا

ساروا وقد خضعت شمسُ الأصيلِ لهم ... حتى توقَّد من ذيل الدُّجى الشَّفق

وقال أيضاً:

لبسنا إلى الخمّار والنَّجم غائرٌ ... غلالةَ ليلٍ طرِّزت بصباح

وظلَّت تدير الرّاح أيدي جآذرٍ ... عتاقٍ دنانير الوجوه ملاح

وقال:

وعاقدِ زُنَّارٍ على غصنِ الآس ... مليح المعاني مخطفِ الخصر ميَّاس

سقاني عُقاراً صُبَّ فيها مزاجها ... فأضحك عن ثغرِ الحبابِ فمَ الكاس

[وقال:

يقول العاذلون: تسلَّ عنها ... وداوِ لهيبَ قلبك بالسُّلوِّ

وكيف وقبلةٌ منها اختلاساً ... ألذُّ من الشماتة بالعدوِّ]

وقال:

وآثار وصلٍ في هواك حفظتها ... تحيّاتُ ريحانٍ وعضّاتُ تفاحِ

وكتبٍ لطافٍ تربها المسكُ أدرجتْ ... على وصفِ أشجانٍ وتعذيب أرواحِ

يخلنَ تعاويذاً بجنبي كأنّني ... أمسُّ بخيلٍ في مسائي وإصباحي

ومن نثره المستندر قوله: وسار فلان في جنود عليهم أردية السيوف، وقمصان الحديد، وكأنّ دروعهم زبد السيول، وكأن رماحهم قرون الوعول، على خيل تأكل الأرض بحوافرها، ويمتد بالنقع سرادقها، قد نثرت في وجوهها غرر كأنها صحائف الرق، وأمسكها تحجيل كأنه أسورة اللجين، وقرطت عذراً كأنها الشنوف، تتلقف الأعداء أوائله، ولما تنهض أواخره، قد صب عليهم وقار الصبر وهب معهم ريح النصر. وهذا في صفة الجيش بديع كله.

وله في النظم مثله مما رمى فيه بالتشبيهات، على مراقي الاستعارات. فجاء مفرغاً في قالب الكمال، مطلعاً في طالع الجمال، وهو قوله يمدح المكتفي بالله لما قدم من الرقة بعد القبض على القرمطي، وهاك الكلمة بجملتها:

لا رمَّانِ النُّهود ... فوق أغصانِ القدود

وعناقيد من أصدا ... غٍ وورودٍ من خدود

ووجوهٍ من بدورٍ ... طالعاتٍ بالسعودِ

ورسولٍ جاء بالميعاد ... من بعد الوعيد

ونعمي من وصالٍ ... في قفا طول الصُّدود

ما رأت عيني كظبي ... زارني في يوم عيد

في قباءٍ فاختيِّ الل? ... ون من لبس الحديد

كلما قاتل جند ... ي بسيف وعمود

قاتل الناس بعيني? ... ن وخدين وجيد

قد سقاني الرَّاح من في? ... ?هـ على رغم الحسود

وتعانقنا كأنّي ... وهو في عقدٍ شديد

نقرع الثغر بثغرٍ ... طيّبٍ وعذب الورود

[مثلما عاجل بردٌ ... قطر مزنٍ بجمود]

مرحباً بالملك القا ... دمِ بالجدِّ السعيد

يا مُذلَّ البغي يا قا ... تل حيَّات الحقود

عش ودم في ظلِّ عيشٍ ... خالدٍ باقٍ جديد

فلقد أصبح أعدا ... ؤك كالزرع الحصيد

ثم قد صاروا حديثاً ... مثل عادٍ وثمودِ

جاءهم بحر حديد ... تحت أجبال بنود

فيه عقبان خيولٍ ... فوقها أسدُ جنود

وردوا الحرب فمدّوا ... كلَّ خطيّ مديد

وحسامٍ شرهِ الحَ? ... دِّ إلى قطع الوريد

ما لهاذ الفتح يا خي? ... ?ر إمامٍ من نديد

فاحمد الله فإن ال? ... حمدَ مفتاحُ المزيدِ

<<  <   >  >>