ابتداء الغاية نحو خرجت من بغداد إلى الكوفة عنيت أن بغداد ابتداء الخروج والكوفة انتهاؤه وكذلك كتبت من العراق إلى مصر ومن فلان إلى فلان فمن لابتداء الأفعال والى لانتهائها وتبعيض نحو: أخذت من الدراهم درهماً ومن الثياب ثوباً وخذ منها ما شئت كأنك قلت خذ بعضها أي بعض الذي شئت.
وتجنيس نحو قوله جل وعز: (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ) ؛ كأنه يقول اجتنبوا الذي هو وثن فجيء بمن لتقوم مقام الصفة.
وزائدة نحو: ما جاءني من أحد بمعنى ما جاءني أحد وكذلك قوله تعالى: (مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ) كأنه قيل ما لكم إله غيره.
[لام الإضافة]
ولام الإضافة على أربعة أوجه الملك نحو قولك: دار لزيد وثوب له وعبد له وما أشبه ذلك.
والنسب نحو: أب له وابن له وأخ له وعم له وما أشبه ذلك.
والفعل نحوك ضرب له وشتم له والمفعول يجري هذا المجرى نحو قولك: حركة للحجر، وسقوط للحائط وتخريق للثوب، وموت لزيد وما أشبه ذلك؛ وهي لا تخلو من هذه أربعة الأوجه وأصلها في كل ذلك الاختصاص.
[رويد]
ورويد تصرف على أربعة أوجه إسم للفعل نحو قول الشاعر:
رويد عليا جد ما ثدي أمهم ... إلينا ولكن بعضهم متيامن
كأنه قال أرود عليا أي أمهل وعلى هذا قبيله.
وصفة نحو: ساروا سيرا رويدا ورويدا صفة لسيرا كأنك قلت ساورا سيرا مترفقا.
وحال نحو: رحل القوم رويدا تنصب رويدا على الحال من القوم كأنك قلت رحلوا متمهلين.
وبمعنى المصدر نحو: رويدَ نفسِه تكون مضافة فتنصب بفعل محذوف كقوله تعالى: (فَضَرْبَ الرِّقَابِ) .
ولو فصلتها من الإضافة لقلت: على هذا رويداً نفسَه فأعربت ونونت كما تقول ضربا زيدا فكأنك قلت أرود رويدا.
فأما التي هي اسم للفعل فمبنية على الفتح لا يدخلها التنوين لأجل البناء ولا تضاف كما قال رويد عليا، تصرف الحروف وتصرف الحروف فيما تدخل عليه على سبعة أوجه تدخل على الاسم وحده نحو الألف واللام في قولك الرجل والغلام وتدخل على الفعل وحده نحو السين وسوف من قولك سوف يفعل وسيفعل وتدخل على الجملة وحدها نحو ألف الاستفهام في قولك أقام زيد وحرف الجحد في قولك ما ذهب عمرو وتدخل على الاسم لتعقده باسم آخر نحو قولك قام عمرو وزيد وتدخل على الفعل لتعقده بفعل آخر نحو قولك مررت برجل يقوم ويقعد. وتدخل على الجملة لتعقدها بجملة أخرى نحو قولك إن قدم زيد خرج عمرو وكان الأصل قدم زيد خرج عمرو فهي تدخل على خبرين يصح أن يصدق أحدهما ويكذب الآخر فقعدتهما إن عقد الخبر الواحد فصار الصدق في جملته أو الكذب ولا يصح أن يفصل لأنه خبر واحد لأجل أن إن قد نقلته إلى ذلك ألا ترى انه إذا قال إن أتيتن أكرمتك فإكرامه من غير إتيان لم يصح أن يكون قد صدق في الإكرام وكذب في الإتيان لأن الجملة كلها خبر واحد وتدخل على الاسم لتعقده بفعل نحو مررت بزيد دخلت الباء على زيد ليتصل بالمرور لو لم تدخل عليه لم يتصل به لأنه لا يجوز مررت زيدا
[الخبر]
والخبر على أربعة أوجه: للابتداء وِلكان وِلإن وللظن؛ وهو اسم نحو زيد قام وزيد أخوك فالقائم هو زيد كما أن أخوك هو زيد وهو فعل نحو: زيد قام وعمرو ذهب وزيد ضرب عمرا وهو ظرف نحو: زيد عندك وعمرو خلفك والقتال يوم الجمعة والرحيل غدا وهو جملة نحو: زيد أبوه منطلق وعمرو خرج صاحبه؛ فقولك زيد مبتدأ أول وأبوه مبتدأ ثان ومنطلق خبر للأب والجملة خبر زيد؛ فأما عمرو فرفع بالابتداء وصاحبه رفع بفعله والجملة في موضع الخبر أكرمتك فإكرامه من غير إتيان لم يصح أن يكون قد صدق في الإكرام وكذب في الإتيان لأن الجملة كلها خبر واحد وتدخل على الاسم لتعقده بفعل نحو مررت بزيد دخلت الباء على زيد ليتصل بالمرور لو لم تدخل عليه لم يتصل به لأنه لا يجوز مررت.