للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[بعض ما جاء في ذكر القرآن العزيز وفصل قراءته]

...

بعض ما جاء في ذكر القرآن العزيز وفضل قراءته:

{وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ١ والله أعلم.

٥-

وَبَعْدُ فَحَبْلُ اللهِ فِينَا كِتَابُهُ ... فَجَاهِدْ بِهِ حِبْلَ الْعِدَا مُتَحَبِّلاَ

أي وبعد هذه الخطبة أذكر بعض ما جاء في فضائل القرآن العزيز وفضل قرائه "وحبل الله: مبتدأ، وفينا: متعلق به من حيث المعنى على ما نفسر به الحبل أو يكون صلة لموصول محذوف أي الذي فينا وكتابه خبر فحبل، ويجوز أن يكون فينا هو الخبر وكتابه خبر مبتدأ محذوف أي هو كتابه والفاء في فحبل رابطة للكلام بما قبله ومانعة من توهم إضافة بعد إلى حبل والعرب تستعير لفظ الحبل في العهد والوصلة والمودة وانقطاعه في نقيض ذلك، فلذلك استعير للقرآن العزيز لأنه؛ وصلة بين الله تعالى وبين خلقه من تمسك به وصل إلى دار كرامته، وجاء عن ابن مسعود -رضي الله عنه- وغيره في تفسير قوله عز وجل:

{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} ٢.

أنه القرآن، وفي كتاب الترمذي من حديث الحارث الأعور عن علي -رضي الله عنه- في حديث طويل في وصف القرآن قال: "هو حبل الله المتين".

وفي كتاب أبي بكر بن أبي شيبة في ثواب القرآن عن أبي سعيد الخدري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض".


١ وقبله قوله:
وتمسك بعده بذئاب عيس
٢ سورة الصافات، آخر آية.
٣ سورة آل عمران، آية: ١٠٣.

<<  <   >  >>