للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا شك أن إطلاق الناظم الميتة يلبس على المبتدئ بقوله: {الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ} ١، في سورتي المائدة والنحل، أما الذي في البقرة فلا يلبس؛ لأنه تعداه ولم يذكره، فدل على أنه غير مختلف فيه، وقول من قال: لما لم يذكر الذي في البقرة علم أنه لا خلاف فيه ولا ما كان من نوعه غير مستقيم، فكم من ألفاظ متفقة وقع الخلاف في بعضها على ما نظم نحو: "بسطة" في البقرة٢ بالسين اتفاقا، وفي الأعراف تقرأ بالصاد والسين٣، ولو كان أخر ما في يس إلى سورته لكان أولى، وليته ذكره في الأنعام كما فعل صاحب التيسير والله أعلم.

٥٤٩-

وَمَيْتًا لَدَى الأَنْعَامِ وَالحُجُرَاتِ "خُذْ" ... وَمَا لَمْ يَمُتْ لِلْكلِّ جَاءَ مُثَقَّلا

يريد قوله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} ، {أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا} انفرد نافع أيضا بتثقيلهما كالميتة في يس ثم أخذ يذكر ما أجمعوا على تثقيله فقال: وما لم يمت؛ أي: ما لم يتحقق فيه بعد صفة الموت كقوله: {وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ} ، {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} ٤، {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ} ٥.

وكذلك أجمعوا على تخفيف الميتة في غير يس، وذلك في البقرة والمائدة والنحل و: {إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً} في الأنعام، وفيها: {وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ} ٦ وفي ق: {وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا} ٧، ونحوه، فقول صاحب التيسير في ضبط ما وقع فيه الخلاف: إذا كان قد مات يرد عليه هذا الذي أجمع على تخفيفه، والناظم أخذ مفهوم عبارة صاحب التيسير فقال: وما لم يمت للكل جاء مثقلا، ولم يتعرض لما أجمعوا على تخفيفه وتعرض له مكي فقال: لم يختلفوا في تشديد ما لم يمت، ولا في تخفيف ما هو نعت لما فيه هاء التأنيث نحو: {بَلْدَةً مَيْتًا} .

فقد بان أن ما أجمع عليه منه ما ثقل ومنه ما خفف، وقلت بدل هذا البيت بيتا نبهت فيه على ذلك، وبينت ما وقع فيه الخلاف من الميتة وهو بعد قوله: والميتة الخف خولا:

بياسين في الأنعام ميتا خذوا وفو ... ق ق وباقي الباب خف وثقلا


١ سورة المائدة، آية: ٣ والنحل آية: ١١٥.
٢ سورة البقرة، آية: ٢٤٧، والأعراف، آية: ٦٩.
٣ سورة الزمر، آية: ٣٠.
٤ سورة المؤمنون، آية: ١٥.
٥ سورة الأنعام، آية: ١٣٩.
٦ و٧ سورة ق، آية: ١١.

<<  <   >  >>