للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

- الجرأة على عثمان (١) :

قيل: إن إبلاً من إبل الصدقة قدم بها على عثمان فوهبها لبعض بني الحكم، فبلغ ذلك عبد الرحمن ببن عوف فأرسل إلى المِسْوَر بن مَخْرَمَة (٢) وإلى عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث، فأخذها فقسمها عبد الرحمن في الناس وعثمان في الدار ولا بدَّ أن هذه الحادثة التي رواها الطبري وابن الأثير كانت قبل سنة ٣٥ هـ، لأن عبد الرحمن بن عوف توفي في سنة ٣٢ هـ.

وقيل: كان أول من اجترأ على عثمان بالقول جَبَلة بن عمرو الساعدي، مرَّ به عثمان وهو ⦗١٦٥⦘ في نادي قومه وبيده جامعة (٣) ، فسلم، فرد القوم. فقال جبلة: لمَ تردون على رجل فعل كذا وكذا. ثم قال لعثمان: واللَّه لأطرحن هذه الجامعة في عنقك، أو لتتركن بطانتك هذه الخبيثة: مروان وابن عامر وابن سعد. منهم من نزل القرآن بذمه وأباح رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم دمه. فاجترأ الناس عليه.

وقد تقدَّم قول عمرو بن العاص له في خطبته. قيل: وخطب يوماً وبيده عصا كان النبي صلى اللَّه عليه وسلم وأبو بكر وعمر يخطبون عليها فأخذها جهجهاه الغفاري من يده وكسرها على ركبته اليمنى فدخلت شظية منها فيها فبقي الجرح حتى أصابته الأكلة في ركبته.


(١) الطبري، تاريخ الأمم والملوك ج ٢/ص ٦٦٠، ابن الأثير، الكامل في التاريخ ج ٣/ص ٥٨.
(٢) هو المِسْوَر بن مَخْرَمَة بن نوفل بن أهيب، القرشي، الزهري، أبو عبد الرحمن، من فضلاء الصحابة وفقهائهم، أدرك النبي صلى اللَّه عليه وسلم وهو صغير وسمع منه، كان مع خاله عبد الرحمن بن عوف ليالي الشورى، حفظ عنه أشياء، روى عن الخلفاء الأربعة وغيرهم من أكابر الصحابة، شهد فتح أفريقية مع عبد اللَّه بن سعد، هو الذي حرَّض عثمان على غزوها، ثم كان مع ابن الزبير فأصابه حجر من حجارة المنجنيق في الحصار بمكة فقُتل. للاستزادة راجع: الإصابة ترجمة ٧٩٩٥، معالم الإيمان ج ١/ص ١٠٧، ذيل المذيل ٢٠، السالمي ج ٢/ص ١٨١، نسب قريش ٢٦٢، التاج ج ٣/ص ٢٨٤.
(٣) الجامعة: الغل، لأنها تجمع اليدين إلى العنق. [القاموس المحيط، مادة: جمع] .

<<  <   >  >>