للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

- غزوة طبرستان (١) (سنة ٣٠ هـ/ ٦٥١ م) :

نبذة عن تاريخها وتسميتها:

تعرف طبرستان باسم مازندران أيضاً، وهي ولاية من ولايات إيران قديماً، وموقعها إلى الجنوب الشرقي من بحر طبرستان، وهو بحر الخزر أو بحر قزوين، يحدها من الغرب كيلان، أو الجيلان، ومن الجنوب العراق العجمي وخراسان البُرز. ومن الشرق خراسان أيضاً، ومن نواحيها أستراباذ، وهي إلى الشرق، وقاعدتها دُنباوند أو ديماقند.

وجاء في كتب العرب أن معنى طبرستان موضع الأطبار فهي مؤلفة من لفظتين "طبر"، وهي تعريب تبر الفارسية اسم لنوع من الفؤوس، وإستان معناها الموضع، أو الناحية. سميت بذلك لكثرة ما فيها من الأطبار (٢) .

قال القزويني في استعمارها وتسميتها: إن بعض الأكاسرة اجتمع في جيشه جناة كثيرون، فقال وزيره: نأمر بهم إلى بعض البلاد ليعمروها، فإن عمروها كان العمران لك، وإن تلفوا برئت من دمهم، واختار أرض طبرستان، وهي يومئذٍ جبال وأشجار، فأرادوا قطع الأشجار، وطلبوا فؤوساً، والفأس بالعجمية "تبر" فكثرت بها الفؤوس، فقالوا: "طبرستان".

ويؤيد ذلك ياقوت في كلامه عن أهلها - إن أهل تلك الجبال كثيرو الحروب، وأكثر أسلحتهم بل كلها الأطبار، حتى إنك قلَّ أن ترى صعلوكاً، أو غنياً، إلا وبيده الطبر، صغيرهم وكبيرهم.


(١) ابن الأثير، الكامل في التاريخ ج ٣/ص ٦، ابن كثير، البداية والنهاية ج ٧/ص ١٥٤.
(٢) الأطبار: الفؤوس. [القاموس المحيط، مادة: طَبَرَ] .

<<  <   >  >>