للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

- مقتل يزدجرد بن شهريار (١) (سنة ٣١ هـ/ ٦٥١ م) :

كان يزدجرد بن شهريار بن كسرى ملك فارس قد تولى في خلافة عمر بن الخطاب سنة ١٤ هـ، وهو الذي جمع جيشاً تحت قيادة رستم لمحاربة المسلمين، فانهزم جيشه ففر إلى خراسان. ولم يزل المسلمون يتبعونه ويقفون أثره من مدينة إلى مدينة، وهو يهرب حتى بيته جماعة من الترك فقتلوه سنة ٣١ هـ. وقد اختلف في سبب قتله: قال ابن إسحاق: هرب يزدجرد من كرمان في جماعة يسيرة إلى مرو فسأل مرزبانها مالاً، فمنعه، فخافوا على أنفسهم، فأرسلوا إلى الترك يستنصرونهم عليه، فأتوه، فبيتوه، فقتلوا أصحابه، وهرب يزدجرد حتى أتى منزل رجل ينقر الأرحاء على شط المرغاب (٢) فأوى إليه ليلاً فلما نام قتله. وزاد بعضهم أن النقار أخذ متاعه وجواهره وألقى جسده في المرغاب، وأصبح أهل مرو فاتبعوا أثره حتى خفي عليهم عند منزل النقار، فأخذوه، فأقر لهم بقتله، وأخرج متاعه، فقتلوا النقار وأهل بيته، وأخذوا متاعه ومتاع يزدجرد وأخرجوه من المرغاب، فجعلوه في تابوت من خشب. وقال بعضهم: إنهم حملوه إلى إصطخر فدفن بها في أول سنة ٣١ هـ. وهو آخر ملوك الفرس، وصفا الملك بعده للعرب. وكان عمره عندما قُتل ٣٤ سنة.


(١) الطبري، تاريخ الأمم والملوك ج ٢/ص ٦٢٠، ابن الأثير، الكامل في التاريخ ج ٣/ص ١٤، ابن كثير، البداية والنهاية ج ٧/ص ١٥٨. "خراسان في الشمال الشرقي من بلاد فارس".
(٢) شط المرغاب: نهر بمرو.

<<  <   >  >>