للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

- وفاة المقداد بن الأسود الكندي (١) (سنة ٣٢ هـ/ ٦٥٤ م) : ⦗١٢١⦘

هو قديم الإسلام من السابقين وهاجر إلى أرض الحبشة، ثم عاد إلى مكة فلم يقدر على الهجرة إلى المدينة لما هاجر إليها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم.

عن ابن إسحاق قال: أتى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لما سار إلى بدر الخبر عن قريش بمسيرهم ليمنعوا غيرهم فاستشار رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم الناس فقال أبو بكر فأحسن. وقال عمر فأحسن. ثم قام المقداد فقال: يا رسول اللَّه امض لما أمرت به فنحن معك. واللَّه لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، ولكن نقول: "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق نبياً لو سرت بنا إلى بَرْكِ الغِماد (٢) لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه، فقال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم خيراً ودعا له. قيل: لم يكن ببدر صاحب فرس غير المقداد، وشهد المشاهد كلها مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم. وشهد فتح مصر.

وكانت وفاته بالمدينة، ومات بأرض له بالجرف، وحمل إلى المدينة، ودفن بالبقيع، وأوصى إلى الزبير بن العوام، وصلى عليه عثمان رضي اللَّه عنه.

وكان عمره سبعين سنة، وكان رجلاً ضخماً، طويلاً، آدم، ذا بطن، كثير شعر الرأس، يصفر لحيته، وهي حسنة، وليست بالعظيمة ولا بالخفيفة، أعين، مقرون الحاجبين، أقنى.

وبعد أن توفي المقداد جعل عثمان يثني عليه فقال الزبير:

لاَ أُلفْيَنَّكَ بعد الموت تندبني ... وفي حياتي ما زوّدتني زادي


(١) هو المقداد بن عمرو، ويعرف بابن الأسود، الكندي، الحضرمي، أبو معبد، صحابي من الأبطال ولد سنة ٣٧ ق. هـ، هو أحد السبعة الذين كانوا أول من أظهر الإسلام، وهو أول من قاتل على فرس في سبيل اللَّه، وفي الحديث: "إن اللَّه أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم: علي، والمقداد، وأبو ذر، وسلمان"، كان في الجاهلية من سكان حضرموت، واسم أبيه عمرو بن ثعلبة البهراني الكندي، توفي سنة ٣٣ هـ. للاستزادة راجع: الإصابة ترجمة ٨١٨٥، التهذيب ج ١٠/ص ٢٨٥، صفة الصفوة ج ١/ص ١٦٧، حلية الأولياء ج ١/ص ١٧٢، ذيل المذيل ١٠، السالمي ج ١/ص ١٦٠، مجمع الزوائد ج ٩/ص ٣٠٦، الجرح والتعديل ج ٤/ص ٤٢٦.
(٢) الغماد: بكسر الغين، وقال ابن دريد بالضم والكسر أشهر، موضع وراء مكة، بخمس ليالٍ مما يلي البحر، وقيل: بلد باليمن.

<<  <   >  >>