الموجه بهَا إِلَى الْأَمْصَار من عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ إِذْ كن يختلفن فِيهِ بِالزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَان والحذف والإتمام وَالْقطع والوصل كثيرا أَلا ترى أَن قَوْله (/ كلما جَاءَ أمة رسولها /) و ( {أَيْن مَا تَكُونُوا} ) و ( {أَن لَا إِلَه إِلَّا أَنْت} ) و (/ لكيلا تأسوا /) وَشبه ذَلِك قد جَاءَ فِي بَعْضهَا مَقْطُوعًا وَفِي بَعْضهَا مَوْصُولا فَمن قطعه عده كَلِمَتَيْنِ وَمن وَصله عده كلمة وَاحِدَة وَهَكَذَا رسموا فِي بَعْضهَا فِي سُورَة الْبَقَرَة إِبْرَاهِيم جَمِيع مَا فِيهَا بِغَيْر يَاء ورسموا ذَلِك فِي بَعْضهَا بِالْيَاءِ ورسموا فِي بَعْضهَا فِي سُورَة الرَّحْمَن تُكَذِّبَانِ من أَولهَا إِلَى آخرهَا بِغَيْر ألف وَفِي بَعْضهَا بِالْألف إِلَى غير ذَلِك مِمَّا يكثر تعداده ويتعذر إحصاؤه فَمن أثبت الْيَاء وَالْألف فِي ذَلِك عدهَا وَمن لم يثبتها لم يعدها فَلهَذَا وَقع الِاخْتِلَاف وتفاوت الْعدَد فِي جملَة الْكَلم والحروف وَالله أعلم
فَإِن قَالَ قَائِل فَإِذا كَانَ اخْتِلَاف مرسوم الْمَصَاحِف هُوَ السَّبَب الْمُوجب لوُرُود الِاخْتِلَاف عَن السّلف فِي ذَلِك فَلم اخْتلفُوا فِي كلم فَاتِحَة الْكتاب وحروفها والمصاحف متفقة على مرسومها قلت ذَلِك فِيهَا من قبل المرسوم بل من قبل اخْتلَافهمْ فِي التَّسْمِيَة فِي أَولهَا هَل هِيَ مِنْهَا أم لَيست مِنْهَا فَمن قَالَ مِنْهُم هِيَ مِنْهَا وعدها آيَة فاصلة لذَلِك عد كلمها تسعا وَعشْرين وحروفها مئة وأحدا وَأَرْبَعين وَمن قَالَ لَيست مِنْهَا وَلم يعدها آيَة عد كلمها خمْسا وَعشْرين وحروفها مئة واثنتين وَعشْرين
فَإِن قَالَ فَلم عد حروفها عَطاء بن يسَار الْمدنِي مئة وَعشْرين وعدها غَيره
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute