للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الأثر: «داوُوا مرضاكم بالصدقة» (٤٢) .

٩- ... إطفاء نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسان إليه؛ فالإحسان إلى الخلق يورث المودة، ويخفِّف من وطأة الشحناء أو يزيلُها؛ كما قال الله تعالى: {وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ *} [فُصّلَت: ٣٤] .

١٠- ... تجريد التوحيد لله جل وعلا؛ ذلك أن التوحيد هو حصن الله الأعظم، فمن دخله كان من الآمنين، وكذلك الترحُّل بالفكر في الأسباب إلى المسبِّب العزيز الحكيم، واليقين بأن كل شيء لم يكن ليضر أو ينفع إلا بإذنه سبحانه.


(٤٢) جزء من حديث مرسل، ذكره أبو داود في (المراسيل) ، (ص١٢٧- ١٢٨) ، عن الحسن البصري، رحمه الله. ونصه: «حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ، وَدَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَاسْتَقْبِلُوا أمْوَاجَ الْبَلاَءِ بِالدُّعَاءِ» ، وقال البيهقي في السنن الكبرى (٣/٣٨٢) ، بعد أن ساق طريقًا مرفوعًا له بنحوه - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه -: وإنما يُعْرَف هذا المتن عن الحسن البصري عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلاً.
وقد روي مرفوعًا أيضًا عن ابن عمر، وعن أبي أمامة، وعن سَمُرة بن جُنْدُب، وعبادة بن الصامت رضي الله عنهم. والحديث بكل طرقه المرفوعة لا يصح؛ إمَّا لوجود متروكٍ في السند، أو لانقطاع فيه، أو لجهالة في أحد رجاله؛ لكنْ أحسن ما روي فيه - كما سبق - المرسلُ عن الحسن البصري رحمه الله.

<<  <   >  >>