للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[٤٧٨] عَن يحيى بن سعيد عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْحَارِث التَّيْمِيّ عَن أبي سَلمَة الثَّلَاثَة تابعيون يخرج فِيكُم قوم قَالَ الْبَاجِيّ ذكر بعض الْعلمَاء أَنهم بِهَذَا اللَّفْظ سموا الْخَوَارِج قَالَ وَأجْمع النَّاس على أَن الطَّائِفَة المرادة بذلك هم الْخَوَارِج الَّذين قَاتلهم عَليّ رَضِي الله عَنهُ تحقرون بِفَتْح أَوله أَي تستقلون يقرؤون الْقُرْآن وَلَا يُجَاوز حَنَاجِرهمْ جمع حنجرة وَهِي آخر الْحلق مِمَّا يَلِي الْفَم وَقيل أصل الصَّدْر عِنْد طرف الْحُلْقُوم وَالْمعْنَى أَن قراءتهم لَا يرفعها الله وَلَا يقبلهَا وَقيل لَا يعْملُونَ بِالْقُرْآنِ فَلَا يثابون على قراءتهم فَلَا يحصل لَهُم إِلَّا سرده وَقَالَ النَّوَوِيّ المُرَاد أَنه لَيْسَ لَهُم مِنْهُ حَظّ إِلَّا مروره على لسانهم لَا يصل إِلَى حُلُوقهمْ فضلا عَن أَن يصل إِلَى قُلُوبهم لِأَن الْمَطْلُوب تعقله وتدبره بِوُقُوعِهِ فِي الْقلب وَقَالَ بن رَشِيق الْمُغنِي لَا يَنْتَفِعُونَ بقرَاءَته كَمَا لَا ينْتَفع الْآكِل والشارب من الْمَأْكُول والمشروب إِلَّا بِمَا يُجَاوز حنجرته قَالَ وَكَانَ الْخَوَارِج بتكفيرهم النَّاس لَا يقبلُونَ خبر أحد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلم يعرفوا بذلك شَيْئا من سنَنه وَأَحْكَامه المبينة لمجمل الْقُرْآن عَن مراداته فِي خطابه يَمْرُقُونَ من الدّين قَالَ بن بطال المروق عِنْد أهل اللُّغَة الْخُرُوج وَقَالَ بن رَشِيق هُوَ الْخُرُوج السَّرِيع كَمَا يَمْرُق السهْم من الرَّمية بِكَسْر الْمِيم وَتَشْديد الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة وَهِي الطريدة من الصَّيْد فعيلة من الرَّمْي بِمَعْنى مفعولة دَخَلتهَا الْهَاء إِشَارَة إِلَى نقلهَا من الوصفية إِلَى الاسمية وَتنظر فِي الْقدح بِكَسْر الْقَاف وَسُكُون الدَّال وحاء مهملتين وَهُوَ خشب السهْم وتتمارى فِي الفوق بِضَم الْفَاء وَهُوَ مَوضِع الْوتر من السهْم أَي يتشكك هَل علق بِهِ شَيْء من الدَّم الْمَعْنى أَن هَؤُلَاءِ يخرجُون من الْإِسْلَام بَغْتَة كخروج السهْم إِذا رَمَاه رام قوي الساعد فَأصَاب مَا رَمَاه فنفذ مِنْهُ بِسُرْعَة بِحَيْثُ لَا يعلق بِالسَّهْمِ وَلَا بِشَيْء مِنْهُ من المرمى شَيْء فَإِذا التمس الرَّامِي سَهْمه لم يجده علق بِشَيْء من الدَّم وَلَا غَيره وَفِي رِوَايَة بن ماجة وَالطَّبَرَانِيّ سيخرج قوم من الْإِسْلَام خُرُوج السهْم من الرَّمية عرضت للرِّجَال فرموها فأغرق سهم أحدهم مِنْهَا فَخرج فَأَتَاهُ فَنظر إِلَيْهِ فَإِذا هُوَ لم يتَعَلَّق بنصله من الدَّم شَيْء ثمَّ نظر إِلَى الْقدح الحَدِيث

[٤٧٩] مَالك أَنه بلغه أَن عبد الله بن عمر مكث على سُورَة الْبَقَرَة ثَمَانِي سِنِين يتعلمها وَصله بن سعد فِي طبقاته عَن عبد الله بن جَعْفَر عَن أبي الْمليح عَن مَيْمُون أَن بن عمر تعلم سُورَة الْبَقَرَة فِي أَربع سِنِين قَالَ الْبَاجِيّ لَيْسَ ذَلِك لبطء حفظه معَاذ الله بل لِأَنَّهُ كَانَ يتَعَلَّم فرائضها وأحكامها وَمَا يتَعَلَّق بهَا وَأخرج الْخَطِيب فِي رِوَايَة مَالك عَن بن عمر قَالَ تعلم عمر الْبَقَرَة فِي اثْنَتَيْ عشرَة سنة فملا خَتمهَا نحر جزورا

<<  <  ج: ص:  >  >>