للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٧٠٩] عَن حَفْص بن عَاصِم عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَو عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ بن عبد الْبر كَذَا رَوَاهُ رُوَاة الْمُوَطَّأ على الشَّك إِلَّا مصعبا الزبيرِي وَأَبا قُرَّة مُوسَى بن طَارق فَإِنَّهُمَا قَالَا عَن أبي سعيد وَأبي هُرَيْرَة بِالْوَاو وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو معَاذ الْبَلْخِي عَن مَالك وَرَوَاهُ زَكَرِيَّا بن يحيى الْوَقَّاد عَن عبد الله بن وهب وَعبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم ويوسف بن عمر بن يزِيد كلهم عَن مَالك عَن خبيب عَن حَفْص عَن أبي سعيد وَحده لم يذكر أَبَا هُرَيْرَة لَا على الْجمع وَلَا على الشَّك وَرَوَاهُ عبيد الله بن عمر بن حَفْص بن عَاصِم عَن خَاله خبيب عَن جده حَفْص بن عَاصِم عَن أبي هُرَيْرَة وَحده سَبْعَة يظلهم الله فِي ظله قَالَ بن عبد الْبر هَذَا أحسن حَدِيث يرْوى فِي فَضَائِل الْأَعْمَال وأعمها وأصحها قَالَ والظل فِي هَذَا الحَدِيث يُرَاد بِهِ الرَّحْمَة وَقَالَ القَاضِي عِيَاض إِضَافَة الظل إِلَى الله إِضَافَة ملك وَقَالَ غَيره إِضَافَة تشريف وَقَالَ عِيسَى بن دِينَار المُرَاد بظله كرامته وحمايته وَقَالَ آخَرُونَ المُرَاد ظلّ عَرْشه للتصريح بِهِ فِي كثير من الْأَحَادِيث وَلِأَن المُرَاد وُقُوع ذَلِك فِي الْموقف وَبِه جزم الْقُرْطُبِيّ وَرجحه بن حجر ووهي قَول من قَالَ المُرَاد ظلّ طوبي أَو ظلّ الْجنَّة لِأَن ظلهما إِنَّمَا يحصل بعد الِاسْتِقْرَار فِي الْجنَّة ثمَّ إِنَّه مُشْتَرك لجَمِيع من يدخلهَا والسياق بدل على امتياز أَصْحَاب الْخِصَال الْمَذْكُورَة قَالَ فرجح أَن المُرَاد ظلّ الْعَرْش وَقد نظم السَّبْعَة الْمَذْكُورَة الامام أَبُو شامة فَقَالَ وَقَالَ النَّبِي الْمُصْطَفى ان سَبْعَة يظلهم اله الْعَظِيم بظله محب عفيف نَاشِئ متصدق وَبَاكٍ مصل والأمام بعدله قَالَ الْحَافِظ بن حجر وَقد وَقع فِي صَحِيح مُسلم من حَدِيث أبي الْيُسْر مَرْفُوعا من أنظر مُعسرا أَو وضع لَهُ أظلهُ الله فِي ظله يَوْم لَا ظلّ إِلَّا ظله وَهَاتَانِ الخصلتان غير السعَة الْمَذْكُورَة فَدلَّ على أَن الْعدَد الْمَذْكُور لَا مَفْهُوم لَهُ قَالَ وَقد ألقيت هَذِه المسئلة على الْعَالم شمس الدّين الْهَرَوِيّ لما قدم الْقَاهِرَة وَادّعى أَنه يحفظ صَحِيح مُسلم فَسَأَلته بِحَضْرَة الْملك الْمُؤَيد عَن هَذَا فَمَا استحضر مِنْهُ شَيْئا قَالَ ثمَّ تتبعت بعد ذَلِك الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي مثل ذَلِك فزادت على عشر خِصَال قَالَ وَقد انتقيت مِنْهَا سَبْعَة وَردت بأسانيد جِيَاد ونظمتها فِي بَيْتَيْنِ مذيلا على بَيْتِي أبي شامة وهما وزد سَبْعَة أظلال غاز وعونه وانظار ذِي عسر وَتَخْفِيف حمله وحامي غزَاة حِين ولوا وَعون ذِي غَرَامَة حق مَعَ مكَاتب أَهله قَالَ ثمَّ تتبعت فَجمعت سَبْعَة أُخْرَى ثمَّ سَبْعَة أُخْرَى وَلَكِن أحاديثها ضَعِيفَة ونظمت ذَلِك فَقلت وزد مَعَ ضعف سبعتين إِعَانَة لَا خرق مَعَ أَخذ لحق وبذله وَكره وضوء ثمَّ مَشى لمَسْجِد وتحسين خلق ثمَّ مطعم فَضله وكافل ذِي يتم وأرملة ورأفة وتاجر صدق فِي الْمقَال وَفعله وحزن وتصبير ونصح ورأفة تربع بهَا السبعات من فيض فَضله اه قلت وَقد تتبعت فوجت سَبْعَة ثمَّ سَبْعَة ثمَّ سَبْعَة وَقد نظمتها فَقلت وزد مَعَ ضعف من يضيف وعونه لَا يتامها ثمَّ الْقَرِيب بوصله وَعلم بِأَن الله مَعَه وحبه لَا جَلَاله والجوع من أهل حبله وزهد وتفريح وغض وَقُوَّة صَلَاة على الْهَادِي وإحياء فعله وَترك الرِّبَا مَعَ رشوة الحكم وَالزِّنَا وطفل وراعي الشَّمْس ذكرا وظله وَصَوْم وتشييع لمَيت عبَادَة فسبع بهَا السبعات يازين أَصله ثمَّ تتبعت فَوجدت سَبْعَة ثمَّ سَبْعَة وَقد نظمتها فَقلت وزد سبعتين الْحبّ لله بَالغا وتطهير قلب والغضوب لأَجله وَحب عَليّ ثمَّ ذكر إنابة وَأمر وَنهي وَالدُّعَاء لسبله وَمن أول الانعام يقرا غداته ومستغفر الاسحار يَا طيب فعله وبر وَترك النم والحسد الَّذِي يشين الْفَتى فاشكر لجامع شَمله ثمَّ تتبعت فَوجدت سَبْعَة أُخْرَى تَتِمَّة سبعين وَقد نظمتها فَقلت وزد سَبْعَة قَاضِي حوائج خلقه وَعبد تَقِيّ والشهيد بقتْله وَأم وَتَعْلِيم أَذَان وهجرة فتمت لَهُم السبعون من فيض فَضله وَقد جمعت الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي هَذِه الْخِصَال بأسانيدها فِي كتاب يُسمى تمهيد الْفرش فِي الْخِصَال المؤدية لظل الْعَرْش ثمَّ لخصته فِي مُخْتَصر سيمى بزوغ الْهلَال فِي الْخِصَال الْمُوجبَة للظلال

[١٧١٠] ثمَّ يوضع لَهُ الْقبُول فِي الأَرْض أَي الْمحبَّة فِي النَّاس

[١٧١١] براق الثنايا أَي أَبيض الشفر حسنه وَقيل مَعْنَاهُ كثير التبسم فَقيل هَذَا معَاذ بن جبل قَالَ الْبَاجِيّ قَالَ أَحْمد بن خَالِد وهم أَبُو حَازِم فِي هَذَا القَوْل وَإِنَّمَا هُوَ عبَادَة بن الصَّامِت فقد رَوَاهُ شبعة عَن يعلى بن عَطاء عَن الْوَلِيد بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ قَالَ لقِيت عبَادَة بن الصَّامِت فَذكر الحَدِيث وَقَالَ بن عبد الْبر زعم قوم أَن هَذَا الحَدِيث خطأ وَإِن مَالِكًا وهم فِيهِ وَأسْقط من إِسْنَاده أَبَا مُسلم الْخَولَانِيّ وَزَعَمُوا أَن أَبَا إِدْرِيس رَوَاهُ عَن أبي مُسلم عَن معَاذ وَقَالَ آخَرُونَ وهم فِيهِ أَبُو حَازِم قَالَ وَهَذَا كُله تخرص وَقد رُوِيَ عَن أبي إِدْرِيس من وُجُوه شَتَّى غير طَرِيق أبي حَازِم أَنه لَقِي معَاذًا وَسمع مِنْهُ فَلَا شَيْء فِي هَذَا على مَالك وَلَا على أبي حَازِم والمتباذلين فِي فِي الْبَاجِيّ أَي الَّذين يبذلون أنفسهم فِي مرضاته من الْإِنْفَاق على جِهَاد عدوه وَغير ذَلِك مِمَّا أمروا بِهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>