التصانيف حسن السِّيرَة بعيد التَّكَلُّف أوحد بَيته فى عصره صنف تَارِيخ أَصْبَهَان وَغَيره من الجموع وصنف مَنَاقِب الإِمَام أَحْمد رضى الله عَنهُ فى مُجَلد كَبِير وَفِيه فَوَائِد حَسَنَة قَالَ فى أَوله وَمن أعظم جهالتهم يعْنى المبتدعة وغلوهم فى مقالتهم وقدحهم فى الإِمَام المرضى إِمَام الْأَئِمَّة وكهف الْأمة نَاصِر الْإِسْلَام وَالسّنة وَمن لم تَرَ عين مثله علما وزهدا وديانة وإمامة إِمَام أهل الحَدِيث أَبى عبد الله أَحْمد بن حَنْبَل الشيبانى قدس الله روحه وَبرد عَلَيْهِ ضريحه الإِمَام الذى لَا يجارى والفحل الذى لَا يُبَارى وَمن أجمع أَئِمَّة الدّين رَحمَه الله ورضوانه عَلَيْهِم فى زَمَانه على تقدمه فى شَأْنه ونبله وعلو مَكَانَهُ والذى لَهُ من المناقب مَا لَا يعد وَلَا يُحْصى قَامَ لله مقَاما لولاه لتجهم النَّاس ولمشوا على أَعْقَابهم الْقَهْقَرَى ولضعف الْإِسْلَام واندرس الْعلم وَلَقَد صدق الإِمَام أَبُو رَجَاء قُتَيْبَة بن سعيد حَيْثُ قَالَ إِن أَحْمد بن حَنْبَل فى زَمَانه بِمَنْزِلَة أَبى بكر وَعمر فى زمانهما وَأحسن من قَالَ لَو كَانَ أَحْمد فى بنى إِسْرَائِيل لَكَانَ اية أعاشنا الله على عقيدته وحشرنا يَوْم الْقِيَامَة فى زمرته
وَحين وقفت فِيهِ على سرائر هَؤُلَاءِ وخبث اعْتِقَادهم فى هَذَا الإِمَام قصدت لمجموع نبهت فِيهِ على بعض فضائله ونبذة من مناقبه وَذكرت طرفا مِمَّا منحه الله تَعَالَى بِهِ من الْمنزلَة الرفيعة والرتبة الْعلية فى الْإِسْلَام وَالسّنة مَعَ أَنى لست أرى
لنفسى أَهْلِيَّة لذَلِك وَأَن الْمَشَايِخ الماضين رَحِمهم الله تَعَالَى قد عنوا بجمعه فشفوا ولكنى أردْت أَن يبْقى لى بِجمع مناقبه ذكر وَأَن أكون مشرفا فِيمَا بَين أهل الْعلم من أهل السّنة بانتسابى إِلَيْهِ وَمن منتحلى مذْهبه وطريقته
توفى يَوْم الْجُمُعَة حادى عشر ذى الْحجَّة سنة إِحْدَى عشرَة وَقيل اثْنَتَا عشرَة وَخَمْسمِائة بأصبهان وَدفن على ابائه رَحِمهم الله تَعَالَى