وَكَانَ الشَّيْخ محيى الدّين النَّوَوِيّ يَقُول هُوَ أجل شيوخي وَهُوَ أول من ولى قَضَاء الْحَنَابِلَة بِالشَّام فَوَلِيه مُدَّة تزيد على اثْنَتَيْ عشرَة سنة على كره مِنْهُ وَلم يتَنَاوَل عَلَيْهِ مَعْلُوما ثمَّ عزل نَفسه فِي آخر عمره وَبَقِي قَضَاء الْحَنَابِلَة شاغرا مُدَّة حَتَّى وليه وَلَده نجم الدّين وَكَانَ رَحْمَة للْمُسلمين ولولاه لراحت أَمْلَاك النَّاس لما تعرض إِلَيْهَا السُّلْطَان فَقَامَ فِيهَا قيام الْمُؤمنِينَ وأثبتها لَهُم وعاداه جمَاعَة الْحُكَّام وَعمِلُوا فِي حَقه المجهود وتحدثوا فِيهِ بِمَا لَا يَلِيق وَنَصره الله عَلَيْهِم بِحسن نِيَّته ويكفيه هَذَا عِنْد الله تَعَالَى أَخذ عَنهُ الْعلم جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وَالشَّيْخ مجد الدّين إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الْحَرَّانِي وَكَانَ يَقُول مَا رَأَتْ عَيْنَايَ مثله وَحدث عَنهُ أَبُو عبد الله ابْن الخباز وَأحمد بن عبد الرَّحْمَن الحريري وَغَيرهم توفّي لَيْلَة الثُّلَاثَاء سلخ ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَدفن من الْغَد عِنْد وَالِده بسفح قاسيون وَكَانَت جنَازَته حافلة لم ير من دهر طَوِيل مثلهَا
٥٩٢ - عبد الرَّحْمَن بن أبي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلْطَان القرامزي الْفَقِيه العابد أَبُو الْفرج قَرَأَ بالروايات وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَجَمَاعَة وتفقه فِي الْمَذْهَب ثمَّ تزهد وَأَقْبل على الْعِبَادَة وَالطَّاعَة وملازمة الْجَامِع واشتهر بذلك وَصَارَ لَهُ قبُول وَقدر عِنْد الأكابر