أَخِيه بَغْدَاد سمع بهَا من أبي الْفَتْح ابْن شاتيل وَغَيره ثمَّ عَاد إِلَى دمشق ثمَّ سَافر إِلَى بَغْدَاد وَأقَام بهَا مُدَّة وَحصل فنونا من الْعلم وَكَانَ فَقِيها زاهدا ورعا كثير الخشية وَالْخَوْف من الله تَعَالَى
وَكَانَ يُبَالغ فِي الطَّهَارَة توفّي بنابلس سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة
٨٥٥ - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن سرُور نزيل مصر قَاضِي الْقُضَاة شيخ الشُّيُوخ شمس الدّين أَبُو بكر ابْن الشَّيْخ الْعِمَاد
حضر بِدِمَشْق على ابْن طبرزد وَسمع من الْكِنْدِيّ وَابْن ملاعب وَالشَّيْخ موفق الدّين وتفقه عَلَيْهِ ثمَّ رَحل إِلَى بَغْدَاد وَأقَام بهَا مُدَّة وَسمع بهَا من أبي الْفَتْح عبد السَّلَام وَجَمَاعَة وتفقه وتفنن فِي عُلُوم كَثِيرَة ثمَّ انْتقل إِلَى مصر فسكنها إِلَى أَن مَاتَ بهَا وَعظم شَأْنه وَصَارَ شيخ الْمَذْهَب علما وصلاحا وديانة وانتفع بِهِ النَّاس وَولى مشيخة خانقاة سعيد السُّعَدَاء وتدريس الْمدرسَة الصالحية ثمَّ ولى الْقَضَاء مُدَّة ثمَّ عزل مِنْهُ وَأقَام بمنزله يقرىء الْعلم ويدرس ويفتى وَأثْنى عَلَيْهِ عبيد الإسعردي والبرزالي والذهبي وَقَالَ صَار شيخ الإقليم فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة وَكَانَ إِمَامًا محققا كثير الْفَضَائِل صَالحا