الباغية، ثمَّ آخى بَينه وَبَين سعد. ثمَّ دَعَا عريمر بن زيد أَبَا الدَّرْدَاء، وسلمان الْفَارِسِي، فَقَالَ: يَا سلمَان {أَنْت منا أهل الْبَيْت، وَقد اتاك الله الْعلم الأول، وَالْعلم الآخر، وَالْكتاب الأول، وَالْكتاب الْأُخَر. ثمَّ قَالَ: أَلا أرشدك يَا أَبَا الدَّرْدَاء} قَالَ: بلَى بِأبي أَنْت وَأمي، يَا رَسُول الله {قَالَ: إِن تنتقدهم؛ ينقدوك، وان تَركتهم؛ لَا يتركوك، وَإِن تهرب مِنْهُم؛ يدركوك، فأقرضهم عرضك ليَوْم فقرك، وَأعلم أَن الْجَزَاء أمامك، ثمَّ آخى بَينه وَبَين سلمَان. ثمَّ نظر فِي وُجُوه أَصْحَابه، فَقَالَ: أَبْشِرُوا، وقروا عينا، أَنْتُم أول من يرد عليّ حَوْضِي، وَأَنْتُم فِي أَعلَى الغرف. ثمَّ نظر إِلَى عبد الله بن عمر، فَقَالَ: الْحَمد لله الَّذِي يهدي من الضَّلَالَة، ويلبس الضَّلَالَة على من يحب. فَقَالَ عَليّ لَهُ: لقد ذهبت ررحي، وَانْقطع ظَهْري حِين رَأَيْتُك فعلت بِأَصْحَابِك مَا فعلت غَيْرِي، فَإِن كَانَ هَذَا من سخط عَليّ، فلك العتبى، والكرامة. فَقَالَ رَسُول الله - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم -: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا أخرتك الا لنَفْسي، وَأَنت مني بِمَنْزِلَة هَارُون من مُوسَى، غير أَنه لَا نَبِي بعدِي، فَأَنت أخي، ووارثي. قَالَ: وَمَا أرث مِنْك، يَا نَبِي الله؟ قَالَ: مَا وَرثهُ الْأَنْبِيَاء قبلي. قَالَ: وَمَا هُوَ} قَالَ: كتاب رَبهم، وَسنة نَبِيّهم، وَأَنت معي فِي قصري فِي الْجنَّة مَعَ فَاطِمَة ابْنَتي، وَأَنت أخي، ورفيقي، ثمَّ تَلا رَسُول الله - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم -: (إخْوَانًا على سرر متقابلي (ن المتحابين فِي الله ينظر بَعضهم إِلَى بعض.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute