للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنت الغافر الوافر لمن غفل، وحفل، والبر، بأهل كل بحرٍ وبر، والحان على الشحيح الآن، ملأ الخافة، فهو شديد المخافة، كيسه وقلبه مرعوبان، هذا من مال، وذلك من خشية فوات الآمال، يأتيه رسول المنية وهو بالجباب. غاية.

تفسير: الآن: الذي يئن إذا سئل. الخافة: خريطة من أدمٍ. مرعوبان: مملوءان، وأيضاً فزعان. والجباب: تلقيح النخل.

رجع: يا راعي الضائنة ارتع في الينمة كيف شئت، واصطف لنفسك ما أحببت من الرخال، إن لك وقتاً يلهيك عن الشاء الرباب. غاية تفسير: الرخال: جمع رخلٍ وهي الأنثى من أولاد الضأن، وهذا جمع شاذ وهو أحد جموع ستة جاءت على فعال ذكرها يعقوب وغيره، وهي: رخال، وتؤام، جمع توأمٍ. ورباب جمع ربى وهي الشاة الحديثة النتاج، وظؤار، جمع ظئرٍ. وفرار جمع فريرٍ وهو ولد البقرة الوحشية، ويقال لولد الضائنة فرير أيضاً. وعراق جمع عرق وهو العظم الذي عليه لحم. وحكى اللحياني نذل ونذال، وناقة بسط، وأينق بساط، وهي التي معها ولدها. وفي كتاب العين: ظهار جمع ظهرٍ: للقوس.

رجع: سيحتم سنى يوم، لا يقظة بعده ولا نوم، يختلجنى فلا يرانى القوم، ولو اصطليت بناظر الشمس ووردت حوض الرباب. غاية.

رب اجعل عملي أحسن من الزون، وصلاتي أطول من ظل القناة، وأملي أقصر من سالفة الذباب. كل جبارٍ عاتٍ، وماٍض من الناس وآتٍ، ينظر إلى جبار السموات، نظر المربوب إلى الراب. غاية.

تفسير: الزون: صنم كان بنجدٍ يعبد في الجاهلية وضربوا به المثل فقالوا: هو أحسن من الزون.

رجع: أيها الكهل المجتمع، إن إلهك لمطلع، وأنت المائل الضلع، والاناء من سوء العمل كلع، فاياك والنظر في أعقاب الشواب. غاية.

تفسير: الكهل المجتمع: الذي قد اتصل شعر لحيته فلم يكن فيه مزيد، وهو حد الكهل عند الأصمعي، وقال غيره: لا يقال له كهل حتى يبدو فيه الشيب، وعن قطرب أنه يقال للرجل شاب من سبع عشرة سنةً إلى أربعٍ وثلاثين، ثم هو كهل إلى إحدى وخمسين، ثم هو شيخ. وقال المفسرون في قوله تعالى: " ويكلم الناس في المهد وكهلاً ": ابن ثلاثين سنةً وقيل ابن ثمان وعشرين. والكلع: تراكم الوسخ. يقال إناء كلع ومكلع. ومنه قول حميد بن ثور:

فجاءت بمعيوف الشريعة مكلعٍ ... أرشت عليه بالأكف السواعد

السواعد: مجاري اللبن في الضرع وإليه، وهو يصف قعباً.

رجع: إن معايبي لكثير، فجاز مولاي بالإحسان رجلاً أعلمني بعيبٍ في، إما غيرته، وإما سترته، أو عرفت مكانه فأضمرته، لقد من على ذاكره منه الأضبط على الرباب. غاية.

تفسير: الأضبط: ابن قريعٍ السعدي هو الذي استنقذ تيم الرباب من أرض نجران وكانت مستذلة في تلك الناحية فاستنقذهم الأضبط. وقد ذكر ذلك جرير في قوله:

خيلي التي وردت نجران معلمةً ... بالدارعين وبالحيل الكراديس

تدعوك تيم وتيم في قرى سبأٍ ... قد عض أعناقها قد الجواميس

والرباب خمس قبائل: تيم، وعدى، وعوف، وثور أطحل الذين ينسب إليهم سفيان الثورى، وأشيب بنوعبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر، وإنما سموا الرباب لأنهم حالفوا ضبة بن ادٍ عمهم وعمسوا أيديهم في ربٍ عند الحلف.

رجع: أصدق فأغضب، ويعجبني الكذب حين أكذب، إن عذبت فبحقٍ أعذب، لو أنصفت لما غضبت من شتم السواب. غاية.

ثبت أمر الله ثبات الهضبة تحت الغضبة، وانقضب سواه مثل القضبة، بل انجاب، كانجياب الضباب. إن ربنا لمنصف، وبأمره جرت المعصف، تخبر عن كرمه وتصف، قد يحرم طاعته الملك تضب لثته على الحو اللعس، وينالها حرشة الضباب. غاية.

تفسير: الغضبة: صخرة عظيمة تكون في أعلى الجبل. والقضبة: الرطبة. تضب لثته: أي تسيل. وهذا كلام يقال عند الحرص؛ ومنه قول عنترة:

أبينا أبينا أن تضب لثاتكم ... على نسوة مثل الظباء عواطيا

رجع: بي طب، فأين أستطب، أنا تحت حب الدنيا محب، أثقلني فأنا مكب، والشعيب مفتقرة إلى الطباب. غاية.

تفسير: ألطب: الداء. والمحب من قولهم: أحب البعير إذا برك فلم يقم. ويقال للناقة خلأت وهو مثل الحران في الخيل. والشعيب: المزادة. والطباب: جمع طبةٍ وهي رقعة تجعل في أسفل المزادة.

رجع: في النية، شاهد لك بالوحدانية، والوشل، بقدرتك يتمشل، وفي اللجة، بك أعظم الحجة، إذا سجا النوفل وأوان العباب. غاية.

<<  <   >  >>