فأنزلنا رب من رحمتك مربعاً. إن شئت قالت الوردة لأختها: ما أشوقني إلى الماء! قالت: ورقك يهف والنسيم راكد، ستروين ولو من أدمع كئيبٍ؛ سعد من أجرى خيفة ربه أدمعاً. وإذا أنطق ربنا بالقدرة غير الناطقين، قالت البهارة لصاحبتها: ودعيني فالبارحة طللت ولم أنتعش، ما أقرب منى قدوم واطئ أو كف جانٍ؛ فاجعلني رب لخشيتك مستودعاً. إذا حكمت قالت أم حبينٍ للحرباء: ألا تبرز فقد ضحا اليوم! قال: نفس تأمرني بذلك ونفس تنهاني عنه، والثبات في موضع مبيتي أحزم، ولكن العادة جذوب، فخرج فلما انتصب في الجذل مر راكب خلفه صبي فسقط سوط الراكب فقال للصبى: انزل فأعطني السوط، فلما نزل أخذ فهراً من الأرض فرمى الحرباء فقتله؛ فقالت أم حبين بكراً حدثتك نفسك بمصرع الهجير؛ وسيلقى الحي بأمر الأول مصرعاً. إذا أطلق واهب الحواس ألسن الدبر قال اليعسوب لجوارسه وقد وقع في أرضٍ مرعيةٍ: إن الجنى اليوم لغير عذبٍ في في فأدركن بيوتكن، فأحسب أن قد حربكن شعث الرءوس أخلاق الأطمار معهم المحابض والأخراص، فعدن فإذا الأرى في المسائب وهف الشمع ملقى في الريح وقد تخرم الرصع؛ وتقوى ربك أحصن درع، فكن بالتقوى مدرعاً. ويقبل ابن الصائد كنانة أبيه وهو لا يدري أو جور فيها أم ذوات نصالٍ، فيرزقه الخالق منهن شبعاً. إغفر لي رب، ولأهل حربٍ، قصرت دون الطعن على الضرب، إجتمع أهلها من شرقٍ وغربٍ، فجلسوا بين الشرب، يتناقلون السفه بنقل الرخاخ. غاية.
تفسير الكدية: الأرض الغليظة. والمروة: الحجر الرقيق وخلجت: كما تقول العامة اختلجت؛ قال كثير:
وإن طنت الاذنان قلت ذكرتني ... وإن خلجت عيني رجوت التلاقيا
والرقال: جمع رقلةٍ وهي النخلة الطويلة. والهامد: الرطب الذي عليه قشرة رقيقة؛ كأنه شبه بالثوب الهامد أي المخلق. والحوصلاء: مثل الحوصلة، ويقال إنها لم تجيء على هذا البناء إلا في رجز أبي النجم حيث يقول: هادٍ ولو حار لحوصلائه ويقال: تبشري بكذا وكذا مثل أبشرى، قال الراجز:
تبشري بالرفه والماء الروي ... وفرج منك قريبٍ قد أتى
والتنوم والهبيد وهو حب الحنظل والعشرق: من مآكل النعام.
والجشع: الحريص. والعتيل: الأجير بلغة طيئ. ويفقر للفسيل وهي صغار النخل أي يحفر لها فقراً في الأرض. والفقر: جمع فقيرٍ وهي البئر؛ قال الشاعر:
وضرابٍ تأذن الجن له ... وطعان مثل أفواه الفقر
وينضاع: يتحرك، يقال: ضاعه كذا وكذا أي حركه؛ قال الهذلى:
فريخان ينضاعان في الفجر كلما ... أحسا دوى الريح أو صوت ناعبٍ
والأشاء: النخل الصغار. وظعن البادية تشبه بالأشاء الحوامل؛ قال زهير:
تبصر خليلى هل ترى من ظعائنٍ ... كما زال في الصبح الأشاء الحوامل
والجدم: ضرب من التمر. والفراس: التمر الأسود؛ قال الشاعر:
إذا أكلوا الفراس رأيت شاماً ... على الأنثال منهم والغيوب
فما تنفك تسمع قاصفاتٍ ... كصوت الرعد في العام الخصيب
الأنثال: جمع نثلٍ وهو التراب الذي يستخرج من بئرٍ أو حفيرةٍ. والحلء: قشر الشعر عن الأديم؛ ومن أمثالهم: " حلأت حالثة عن كوعها " أي بقى مبقٍ على نفسه. والأفيق: الأديم ما دام في الدباغ. والأسروع واليسروع: عصبة في ذراع الظبى. وتحترش أي تحتك. ويحس: يرق. ويقال: إن دوساً وثقيفاً ابنا خالةٍ. والوسمة: ضرب من الحناء. وأفرعت في المسافة أي ابتدأت بها. وأم أدراصٍ: أرض فيها جحرة فأرٍ ويرابيع يصعب المشى فيها. والدرص: ولد اليربوع والفأرة ونحوهما؛ وقال الشاعر:
وما أم ادراصٍ بأرضٍ مضلةٍ ... بأمنع من ليلى إذا الليل أظلما
والحسل: ولد الضب. والحارش: الذي يجيء فيضرب جحر الضب بيده فيخرج الضب ذنبه؛ ويقال إنما يفعل ذلك لأنه يظن الحارش حيةً، ومن عادته أن يخرج إليها ذنبه، فيأخذه عند ذلك الحارش، ثم سمى كل صيدٍ للضب حرشاً؛ قال الراجز:
تهزأ مني أن رأتني أحترش ... ولو حرشت لكشفت عن حرش
عن واسعٍ يغرق فيه القنفرش القنفرش: حشفة الذكر. وقوم من العرب يجعلون كاف التأنيث شيناً، وقرأ قارئهم: إن الله اصطفاش وطهرش واصطفاش.
والروي: الحرف الذي تبنى عليه القافية، وقد كانت العرب تعرفه في الجاهلية؛ قال النابغة: