للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رجع: أحسبه يعبد ربه وقت المصطبح والأغتباق، ولعل للمحتقرات، عبادةً ليست للمتكبرات؛ يمر بمواقع التقبيل من الفتاة، وأميرها الغيور شاهد فلا يغار، وذلك بالهام الذي رفعٍ كيوان. فسبحان واهب الحواس، كم بات بين الكاعب وبين الشعار يرتع من جسدها حيث شاء، لا تظن به الفاحشة ولا يستراب، يحسب من فتات المسك لولا الحركات، إذا مر بالحلى وقد خصر أضعفه برد السوار، ويحفظ عليه القوة وهج العنبر والإناب. غاية.

وبإلهنا أقرت المصنوعات. سغب طامر فكثر أذاه، واضطرب كغيره في طلب الأرزاق، لا يهاب الرجل وهو مثله ألوف مرارٍ، ودمه إذا نيل جبار، وهو طاهر لا يدنس الأثواب، يصلي فيه الناسك فلا يفسد عليه الصلاة، وبذلك حكم رافع السموات، وإنه على الشجاعة ليحب البقاء ويهرب إذا التمسه البنان. فإذا أدرك حاجته من الرزق تختر وأمكن القناص، وإفراط الشبع آفة على كل حيوان. وربما ظن الطان أنه قتله، فاذا أرسله تحرك بنسيس الحياة، عز ربنا خلقه من ترابٍ مهجور، فولج بين ترائب وسخاب. غاية.

تفسير: تختر: إذا استرخى من الشبع. مهجور: من الهجر.

رجع: برئ الصادق المتصدق، من كل عمل يوبق، جامع ملك لا يفترق، كاد الأسك يحترق، في جمرٍ من الذهب خابٍ. غاية.

ما ألطف قدرة الله تجد الأصلم وقرينه مجتمعين ولأمرٍ ما يجتمعان، أحدهما ضؤول وبؤول، والآخر عفا عني الله وعنك، إني وإياك لأخوا أذرابٍ. غاية.

تفسير: إكراء الظل: نقصه وقصوره. وكرى الزادٍ: فناؤه. التلو: التابع، ويستعمل في الفلو كثيراً. وأثفه: اتباعه. والاوق: الثقل. وجم قضمه: إذا كرهه ولم يأكله. النس: السوق. غريبة الابل: التي ترد الحوض وليست لأهله فيد فعونها عنه: الدندن: اليبيس إذا مضي له عامان أو ثلاثة. الجود: الجوع. والجؤاد: العطش. والأذراب: العيوب رجع: ربنا الموفق لجميع السداد، يا ظالمة ألا تنصفين، لو كان لي وقير فيه الحبشة الرعيان، أعبط كل يومٍ ما اخترت من الفرار فجاء خرص في الليل الدامس لا يأمل العدة، ويكنى أبا جعدة، وراءه عيال لا عهد لهم بالقوت منذ أيام، فاختلس فريراً أعجف، لساءنى ذاك، وغدوت بالملامة على ولاة الزراب. غاية.

تفسير: الوقير: قطيع الغنم. وقال أبو عبيدة لا يكون وقيراً حتى يكون فيه الراعي وحمار يحمل رحله أو كراز، وهو كبش يحمل عليه رحله. وقال غيره: الوقير شاء الأمصار؛ قال الشماخ:

فأورد هن تقريباً وشداً ... موارد لم يدمنها الوقير

وقال أبو عمر والشيباني: الوقيرة بالهاء: قطيع الظباء؛ وأنشد:

كأن سليمى ظبية في وقيرةٍ ... أو الشمس لاحت من خصاص غمام

وواحدة الخصاص خصاصة وهي الفرجة.

رجع: من كان حلمه رزيناً، وجد ما عمر كئيباً حزيناً. يا ابن آدم إذا أصبحت آمناً في سربك، عزيزاً في رهطك ومعشرك، وغبطك صديقك أو ابن عمك، ورأيت النماء في مالك وولدك، نماءً يوجب عظيم بهجتك، فأنب عند ذلك إلى ربك، واصفق بيدك، على يدك، وابك على نفسك بدموعٍ أسراب. غاية.

إن شاء الملك قرب النازح وطواه، حتى يطوف الرجل في الليلة الدانية بياض الشفق من حمرة الفجر طوفه بالكعبة حول قافٍ، ثم يؤوب إلى فراشه، والليلة ما همت بالإسحار، ويسلم بمكة فيسمعه أخوه بالشام، ويأخذ الجمرة من تهامة فيوقد بها ناره في يبرين وقاصية الرمال، ويجاز بأكيلته في قصور فرغان فيعتصر بماء المضنونة أو جرابٍ. غاية.

تفسير: يجاز: يغص والأكيلة: اللقمة. فرغان بالتحريك: المعروفة بفرغانة؛ ومنه قول الفرزذق:

ومنا الذي سل الجياد وشاملها ... عشية باب القصر من فرغان

ويعتصر: يستغيث وينتصر. وهو من العصرة: أي الملجإ. وقال عدي ابن زيد:

لو بغير الماء حلقي شرق ... كنت كالغصان بالماء اعتصارى

والمضنونة: من أسماء زمزم. وجراب: اسم موضعٍ فيه ماء؛ ومنه قول كثير:

سقى الله أمواهاً عرفت مكانها ... جراباً وملكوماً وبذر والغمرا

ثعلب ينشده بالباء، وهي الرواية الكثيرة، والمبرد ينشده جراداً بالدال.

رجع: أعني مولاي على الهبوط والارتقاء، لا أنازع شريبى في الماء، ولا أفتخر بتشييد المشارب، ولا أغترس ذوات الشربات، ظهرى تحت الأوق وعنقي في الإشراب. غاية.

<<  <   >  >>