للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ليتنى سبحت الله مع الرعد القاصف، والبرق اللاصف، والهبوب العاصف، والحمام الهاتف، على الغصنة الرطاب. غاية.

ألا أدلك على أخلاق إذا فعلتها أطعت الله وأحبك الناس، وبر بنا اهتدى كل دليل؟ أسكت ما استطعت إلا عن ذكر الله، فاذا نطقت فلا تصدق الكاذب، ولا تكذب الصادقين. واعلم أن الفقراء بطعامك أحق من الاغنياء، ولا تلم على شئ كان بقضاء الله، ولا تهزأن بأحدٍ، ولا ترمع الهازلين، ولا تؤازر الظالم، ولا تجالس المغتاب. غاية.

أتعقلين يا أم العزهل أم لا تعقلين؟ أما الله فتسبحين، وأما الوكر فتصلحين، أطوقك أحب إليك أم طوق الكعاب. غاية.

إستعن بذكر الله أيها اللسان، وشفتاك في بطنى طائرين، وأنت تنتظر أن يمتلخك ثالث، فذكر الله من السعادة، وأنا تحت ساعدي ليث الغاب. غاية.

أومئ بمسبحتك إلى السماء تستعين الله، وإبهامك تصد عنك الطير السغاب. غاية.

لا يثنك الوهل من المخلوقين عن ذكر الله، فازجر نفسك عن السيئة، والخيل تزجر بهلٍ وهاب. غاية.

في الحق من الذهب ثلاث خلالٍ: حسنة، وثقله، وبقاؤه على الأبد بغير تغيير؛ إلا أن الذهب كثير الراغب، والحق قليل الراغبين، والدنيا زائلة ولو جادتك الذهاب ذهباً يقتسم بالأذهاب. غاية.

تفسير: الذهاب: الأمطار. والأذهاب: جمع ذهبٍ وهو مكيال معروف.

رجع: سل كندة عن آكل المرار، وفزارة عن آل بدر، واستخبر في حمير عن ذي نواسٍ، وقل يا دارم أين زرارة، ويا حنظلة ما فعل آل شهابٍ. غاية.

في وطابك الخامط والسامط، والهدبد والضريب، وأنت قادر على القوهة والصريف، وغيرك عيمان إلى الشهاب. غاية.

تفسير: الخامط: الذي قد تغيرت رائحته من اللبن. والسامط: الذي قد تغير طعمه. والهدبد: اللبن الغليظ. والضريب: لبن يحلب بعضه على يعضٍ يوماً بعد يومٍ. والقوهة: اللبن الحلو الذي لم يتغير. والصريف: الذي ينصرف به عن الضرع وهو حار. والشهاب: لبن يكثر مزجه أكثر من السمار.

رجع: جهراً، فقد جعلته لى ذخراً، إذا شقت الصيحة عنى قبرا وقمت عارياً من الخرق، أنسل مع الناس من الحداب. غاية.

تفسير: أنسل: أمشى مشياً سريعاً، وهو من مشى الذئب. وقد يستعمل في مشى الناس؛ قال الراجز:

أعاشنى بعدك وادٍ مبقل ... آكل من حوذانه وأنسل

والحداب: جمع حدبٍ وهو الغلظ من الأرض، ويقال الطريق في الغلظ. ويقال الأكمة؛ وعلى ذلك ينشد قول جميلٍ:

منحت بلادها النظرات حتى ... تضمن ردها حدب وقور

رجع: كذبت النحاة أنها تعلم لم رفع الفاعل ونصب المفعول، إنما القوم مرجمون، والعلم لعالم الغيوب خالق الأدب والأداب. غاية.

أنت وارث العلوم، وإليك ضويت الأمور، لو عاش الدؤلي حتى يسمع كلام الفارسى في الحجة، ما فهمه فيما أحسب إلا فهم الأمة هدير السنداب. غاية.

تفسير: ضويت: جمعت، والسنداب: الجمل الغليظ الشديد.

رجع: أنت رب الملك والصعلوك، ليس غيرك إله وحدك، وحدك بلا شريك. إخبأ كلماتي الطيبات في خزائن رحمتك لأستنجد بها وأنا مسلم؛ لا أومئ ولا أتكلم، والجسد كالعود القطيل قد حمل على أسرة الهالكين، فأودع الارض وكفت، وقدم العهد عليه فرفت، ونسيت فلا يمر اسمي بأفواه الذاكرين، لا يبلغني مدح المادح ولا مقال الجداب. غاية.

تفسير: العود القطيل: المقطوع. وكفت: ضم. فرقت: ينفت باليد من البلى. الجداب: جمع جادب وهو العائب.

رجع: أوصيكم إن نفعت الوصاة، إذا أشفيت على مورد جرهم وعادٍ ألا يلج على آسٍ ولا يكثر حولي العواد، ولا تبكين عندي باكية، ولا يحس ناد بي في النداب. غاية.

ما أقدرك على جمع المتفرقين! يا معشر أهلنا الصالحين، بئس القوم نحن، لم نوفكم الواجب من الوفاء، شربنا بعدكم البارد، وأكلنا الطيب، ولبسنا ناعم اللباس، وأظلتنا الجدر وأفنية البيوت، لو كنا اهل حفاظ عفنا بعدكم النطف العذاب. غاية.

سبحانك مؤبد الآباد، هل للمنية نسب الى الرقاد، لا أتخيل إذا انتبهت أحداً من الأموات، وإذا هجعت لقيني قريب عهد بالمنية، ومن قد فقد منذ أزمان، أسألهم فيجيبون؛ وأحاورهم فيتكلمون؛ كأنهم بحبل الحياة متعلقون. لو صدق الرقاد لسكنت إلى ما يخبر عن سكان القبور، ولكن الهجعة كثيرة الكذاب. غاية.

الديار خالية، والأجساد في الحفر بالية، والأرواح عند ربنا متعالية. لا يعلم أنعيم هي فيه أم عذاب. غاية.

<<  <   >  >>