(يُطِيع غير مرّة بِأَن تَتَكَرَّر مِنْهُ الْأُمُور الْآتِيَة بِحَيْثُ يظنّ تأدب الْجَارِحَة وَيرجع فِي ذَلِك لأهل الْخِبْرَة بالجوارح (إِذا أؤتمر) أَي لَا بُد من كَونه يأتمر بِأَمْر صَاحبه بِأَن يهيج بإغرائه (وَدون أكل) أَي بِأَن يمسك الصَّيْد ليأخذه الصَّائِد وَلَا يَأْكُل مِنْهُ و (يَنْتَهِي أَن ينزجر) أَي لَا بُد أَن تنزجر جارحة السبَاع بزجر صَاحبهَا أما جارحة الطير فَلَا مطمع فِي انزجارها بعد طيرانها وَلَو ظهر كَونه معلما ثمَّ أرْسلهُ على صيد فَأكل مِنْهُ عقب إِمْسَاكه أَو صَار يُقَاتل دونه لم يحل ذَلِك الصَّيْد فَيشْتَرط تَعْلِيم جَدِيد وَلَا يَنْعَطِف التَّحْرِيم على مَا مضى وَلَا يحل المتردي بإرسال الْكَلْب أَو نَحوه وَفَارق إرْسَال السهْم بِأَن الْحَدِيد يستباح بِهِ الذّبْح مَعَ الْقُدْرَة بِخِلَاف عقر الْكَلْب (وَإِنَّمَا يحل صيد أدْركهُ مَيتا) بِسَبَب الْجرْح المزهق أَو بغم الْجَارِحَة (أَو الْمَذْبُوح حَال الْحَرَكَة) أَي إِذا أدْركهُ فِي حَال حَرَكَة الْمَذْبُوح أَو أدْركهُ وَفِيه حَيَاة مُسْتَقِرَّة وَتعذر ذبحه بِلَا تَقْصِير مِنْهُ كَأَن سل السكين فَمَاتَ قبل إِمْكَان ذبحه أَو اشْتغل بِطَلَب المذبح أَو بتوجهه للْقبْلَة أَو وَقع مُنَكسًا أَو احْتَاجَ إِلَى قلبه ليقدر على الذّبْح أَو حَال بَينهمَا سبع أَو امْتنع مِنْهُ بقوته وَمَات قبل الْقُدْرَة عَلَيْهِ وَلَو شكّ فِي التَّمَكُّن من ذَكَاته حل وَإِن مَاتَ لتَقْصِيره كَأَن لم يكن مَعَه سكين أَو غصبت أَو نشبت فِي الغمد حرم (وَسن أَن يقطع) الذَّابِح (الْأَوْدَاج) ينْقل حَرَكَة الْهمزَة إِلَى السَّاكِن قبلهَا جمع ودج بِفَتْح الْوَاو وَالدَّال وَلَيْسَ فِي كل حَيَوَان غير ودجين وهما عرقان فِي صفحتي الْعُنُق يحيطان بالحلقوم فَلَو لم يقطعهما الذَّابِح حل (كَمَا ينْحَر لبة الْبَعِير) ويذبح الْبَقر وَالْغنم للأتباع ولطول عنق الْإِبِل فَيكون أسْرع لخُرُوج روحها وَلَو عكس فَقطع حلقوم الْإِبِل ولبة غَيره لم يكره وَيلْحق بِالْإِبِلِ كل مَا طَال عُنُقه كالنعام والكركى واللبة بِفَتْح اللَّام من أَسْفَل الْعُنُق (قَائِما) أَي ينْدب أَن يكون الْبَعِير قَائِما على ثَلَاث مَعْقُول الرّكْبَة الْيُسْرَى وَإِلَّا فباركا وَأَن تكون الْبَقَرَة وَالشَّاة مضجعة على جنبها الْأَيْسَر وتترك رجلهَا الْيُمْنَى لتستريح بتحريكها وتشد بَاقِي القوائم لِئَلَّا تضطرب حَال الذّبْح فبنزل الذَّابِح (وَوجه الْمَذْبُوح نَحْو الْقبْلَة) لِأَنَّهَا أشرف الْجِهَات (وَقبل أَن تصل) بِحَذْف الْيَاء لعِلَّة الْوَزْن (قل بِسم الله) أَي يسن أَن يَقُول عِنْد الذّبْح بِسم الله وَيُصلي على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا يجوز أَن يَقُول بِسم الله وَاسم مُحَمَّد لإيهامه التَّشْرِيك وَينْدب أَن يتَوَجَّه الذَّابِح للْقبْلَة أَيْضا (وسم) أَنْت (وَفِي أضْحِية) خَاصَّة عِنْد ذَبحهَا (وكبرا) الْألف فِي ذَلِك وَفِيمَا بعده بدل من نون التوكيد لِأَنَّهَا أَيَّام تَكْبِير (وبالدعاء بِالْقبُولِ) فَيَقُول اللَّهُمَّ هَذَا مِنْك وَإِلَيْك فَتقبل وَلَو قَالَ كَمَا تقبلت من إِبْرَاهِيم خَلِيلك وَمُحَمّد عَبدك وَرَسُولك صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يكره وَلم يسن (فاجهرا) أَي يَقُول ذَلِك جَهرا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (بَاب الْأُضْحِية) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
بِضَم الْهمزَة وَكسرهَا مَعَ تَخْفيف الْيَاء وتشديدها وَيُقَال ضحية بِفَتْح الضَّاد وَكسرهَا وَيُقَال أضحاة بِفَتْح الْهمزَة وَكسرهَا وَهِي مَا يذبح من النعم تقربا إِلَى الله تَعَالَى من يَوْم الْعِيد إِلَى آخر أَيَّام التَّشْرِيق وَالْأَصْل فِي ذَلِك قبل الْإِجْمَاع قَوْله تَعَالَى {فصل لِرَبِّك وانحر} أَي صل صَلَاة الْعِيد وانحر النّسك وَخبر مُسلم ضحى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute