للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

= (كتاب الصَّيْد والذبائح) =

جمع ذَبِيحَة وَالْأَصْل فِيهِ قَوْله تَعَالَى {أحل لكم صيد الْبَحْر} وَقَوله تَعَالَى {إِلَّا مَا ذكيتم} وَقَوله تَعَالَى {وَإِذا حللتم فاصطادوا} وَيعْتَبر فِي حل الْحَيَوَان الْمَأْكُول الْبري بالصيد والتذكية أَن يَكُونَا (من مُسلم وَذي كتاب حلا) أَي أَو كتابي تحل مناكحته نعم تحل ذَكَاة أمة كِتَابِيَّة وصيدها وَإِن لم تحل مناكحتها إِذْ لَا أثر للرق فِي الذَّبِيحَة بِخِلَاف المناكحة وَسَوَاء فِي حل ذَكَاة الْكِتَابِيّ مَا اعْتقد حلّه كالبقر وَالْغنم أَو تَحْرِيمه كَالْإِبِلِ (لَا وَثني وَالْمَجُوس أصلا) أَي لَا اعْتِبَار بالصيد والتذكية من الوثني والمجوسي وَنَحْوهمَا فَلَو شَارك مَجُوسِيّ مُسلما فِي ذبح أَو اصطياد قَاتل كَأَن أمرا سكينا على حلق شَاة أَو قتلا صيدا بِسَهْم أَو كلب حرم تَغْلِيبًا لِلْحَرَامِ وَلَو أرسلا سَهْمَيْنِ أَو كلبين فَإِن سبق آلَة الْمُسلم فَقتله أَو أنهاه إِلَى حَرَكَة مَذْبُوح حل أَو انعكس أَو جرحاه مَعًا أَو جهل أَو مُرَتبا وَلم يذفف أَحدهمَا حرم وَيعْتَبر فِي الذَّابِح أَيْضا أَن لَا يكون محرما والمذبوح صيد وَفِي الصَّائِد أَيْضا أَن يكون بَصيرًا فَيحرم صيد الْأَعْمَى برمي وكلب إِذْ لَيْسَ لَهُ قصد صَحِيح وَيحل ذبح أعمى وَصبي وَلَو غير مُمَيّز وَمَجْنُون وسكران لِأَن لَهُم قصدا وَإِرَادَة فِي الْجُمْلَة وَتحل ميتَة السّمك وَالْجَرَاد وَلَو صادهما مَجُوسِيّ وَكَذَا الدُّود الْمُتَوَلد من الطَّعَام كخل وَفَاكِهَة إِذا أكل مَعَه مَيتا وَلَا يقطع بعض سَمَكَة حَيَّة فَإِن فعل ذَلِك أَو بلع سَمَكَة حَيَّة حل (وَالشّرط فِيمَا حللوا) إِي الْعلمَاء (أَن يقدر عَلَيْهِ قطع كل حلق) أَي حلقوم وَهُوَ مجْرى النَّفس (ومري) بِالْمدِّ والهمز وَهُوَ مجْرى الطَّعَام وَالشرَاب فَلَو ترك شَيْئا من الْحلق أَو المريء وَإِن قل وَمَات الْحَيَوَان حرم (حَيْثُ الْحَيَاة مُسْتَقر الحكم) أَي يشْتَرط كَون الْقطع الْمَذْكُور حَال اسْتِقْرَار الْحَيَاة فِي الْمَقْطُوع إِمَّا قطعا وَإِمَّا ظنا وَيحصل الظَّن بانفجار الدَّم وتدفقه وَشدَّة الْحَرَكَة بعد الْقطع وبعلامات أخر كصوت الْحلق وقوام الدَّم على طَبِيعَته وَيَكْفِي مَا يحصل بِهِ غَلَبَة الظَّن مِنْهَا من شدَّة الْحَرَكَة واعتبرت الْحَيَاة المستقرة ليخرج مَا إِذا فقدت وَكَانَ لفقدها سَبَب من جرح أَو انهدام سقف أَو أكل نَبَات ضار أَو نَحْوهمَا لوُجُود مَا يُحَال عَلَيْهِ الْهَلَاك أما إِذا كَانَ لمَرض فَيحل مَعَ فقدها (بجارح) كحديد ونحاس وَذهب وَفِضة ورصاص وخشب وقصب وَحجر وزجاج (لَا ظفر أَو عظم) للْخَبَر الصَّحِيح وَألْحق بهما بَاقِي الْعِظَام وَمَعْلُوم حل مَا قَتله الْكَلْب أَو نَحوه بظفره أَو نابه (وَغير مَقْدُور عَلَيْهِ) من الْحَيَوَان (صيدا) أَي فِي الِابْتِدَاء حَالَة كَونه صيدا (أَو الْبَعِير ند) أَي ذهب على وَجهه شاردا (أَو تردى) فِي بِئْر أَو نَحْوهَا وَتعذر قطع حلقومه ومريئه فَتَصِير أعضاؤه كلهَا مذبحا فَفِي أَي عُضْو مِنْهُ حصل الْجرْح أَجْزَأَ (الْجرْح إِن يزهق) أَي يعْتَبر فِي الْجرْح كَونه مزهقا للحياة المستقرة (بِغَيْر عظم) وظفر كَمَا علم مِمَّا مر (أَو جرحه) إِن لم يزهق (أَو مَوته بالغم) أَي غم الْجَارِحَة من كلب أَو طير و (إرْسَال كلب جارح أَو غَيره من سبع معلم أَو طيره) ككلب أَو فَهد أَو باز وشاهين وَالْمرَاد بالمعلم أَن

<<  <   >  >>