٢٨ -
(وَكِتَابُ اللهِ رِيَاضَتُهُ ... لِعِقُول الْخَلْقِ بِمُنْدَرِجِ)
وَكتاب الله تَعَالَى رياضته أَي تَعْلِيمه وتأديبه بأَمْره وَنَهْيه ووعده ووعيده ووعظه وَضرب أَمْثَاله لعقول الْخلق كِنَايَة بمندرج أَي بطرِيق وَاضِحَة ينْدَرج النَّاس فِيهَا لصحتها ووضوحها من درج الْقَوْم واندرجوا مضوا فِي سبيلهم وَالْمرَاد بدلائل وَضرب الْأَمْثَال وآيات واضحات لَا قدح فِيهَا وَلَا فِي مقدماتها كالطرق المسلوكة لأمنها واتضاحها والرياضة من رضت الدَّابَّة أَي علمتها السّير وإضافتها إِلَى ضمير الْكتاب من الْإِسْنَاد الْمجَازِي كَقَوْلِهِم طَرِيق سَائِر ونهر جَار لِأَن الْمعلم والمؤدب حَقِيقَة وَهُوَ الله لَكِن بِأَلْفَاظ الْكتاب فَكَأَنَّهَا الرائضة لعقول الْخلق. . فَفِي ذَلِك تَشْبِيه الْعُقُول بالدابة فِي حَاجَة التَّعَلُّم على طَرِيق الِاسْتِعَارَة بِالْكِنَايَةِ وطوي ذكر الْمُشبه بِهِ وَاكْتفى بلازمه وَحده وَخص الْكتاب بِالذكر لِأَنَّهُ مرجع الْأَدِلَّة وَالْآيَة الْكُبْرَى وَالنعْمَة الْعُظْمَى فِي بَيَان مَا لَا تهتدي إِلَيْهِ الْعُقُول فِي الِاعْتِصَام من الْفِتَن لخَبر أَنه سَيكون فتن كَقطع اللَّيْل المظلم قيل فَمَا النجَاة مِنْهَا يَا رَسُول الله قَالَ كتاب الله فِيهِ نبأ من قبلكُمْ وَخبر مَا بعدكم وَحكم مَا بَيْنكُم وَهُوَ فصل لَيْسَ بِالْهَزْلِ من تَركه تجبرا قصمه الله وَمن ابْتغى الْهدى فِي عيره أضلّهُ الله وَهُوَ حَبل الله المتين ونوره الْمُبين وَالذكر الْحَكِيم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute